رد الطعون الواردة في الموسوعة العبرية عن الإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم

موسى البسيط ت. غير معلوم
61

رد الطعون الواردة في الموسوعة العبرية عن الإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم

الناشر

مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة

تصانيف

احتواء أتباع من العالم كله بمختلف منابتهم ومشاربهم، والإسلام لا يمنع أحدًا من اعتناقه إذا ما قبل به دينًا. إنّ للمسلم ثقافته التي يحرص عليها ولا يتنازل عنها، ولم يكن رسول الله ﷺ يتوجه إلى بيت المقدس ليخطب ودّ يهود أو يصوم عاشوراء تقربًا لدينهم، كلا وإنما هي أوامر يتلقاها المصطفى ﷺ بالوحي من ربه ولقد كانت الموافقة في بدايات التشريع، وقد ثبت أن رسول الله ﷺ كان يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء (١) . وكان هذا متقدمًا ثم نُسخ بعد ذلك، وشرع له مخالفة أهل الكتاب، وثبت أن رسول الله ﷺ سدل شعره موافقة لهم (٢)، ثم فرق شعره بعد. قال ابن تيمية: "وهذا كما أن الله شرع في أول الأمر استقبال بيت المقدس موافقة لأهل الكتاب، ثم أنه نسخ ذلك وأمر باستقبال الكعبة، وأخبر عن اليهود وغيرهم أنهم سيقولون: ﴿مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا﴾ [البقرة:١٤٢] وأنهم لا يرضون عن رسول الله ﷺ حتى يتّبع قبلتهم" (٣) . أمّا صيامه ﷺ عاشوراء: فقد ثبت أنه كان يصومه قبل الحديث مع اليهود بشأنه، بل إن قريشًا كانت تصومه، ففي الصحيحين عن عائشة ﵂ قالت: "كانت قريش تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية وكان رسول الله يصومه، فلما هاجر إلى المدينة صامه وأمر بصومه، فلما فرض صوم شهر

(١) البخاري (٤/٢٣٠) مسلم (٢٥٤٥رقم ٩٠) أحمد (١/٣٢٠،٥٢٧٨) . (٢) مسلم ١٨١٨. (٣) اقتضاء الصراط المستقيم (١٧٣) .

1 / 61