رد الطعون الواردة في الموسوعة العبرية عن الإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم

موسى البسيط ت. غير معلوم
48

رد الطعون الواردة في الموسوعة العبرية عن الإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم

الناشر

مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة

تصانيف

إلى صاحب، وأكثر الطرق عنهم ضعيفة واهية" (١) . وأنكر القصة أبو بكر بن العربي وطعن فيها من جهة النقل (٢) وأنكرها الماتريدي فقال: "الصواب أن قوله "تلك الغرانيق العلا" من جملة إيحاء الشيطان إلى أوليائه من الزنادقة". وطعن ابن كثير في ثبوت القصة قائلًا: "قد ذكر كثير من المفسرين هاهنا قصة الغرانيق ... ولكنها من طرق كلها مرسلة، ولم أرها مسندة من وجه صحيح" (٣) . وقد أعلَّ العلماء هذه القصة بالاضطراب، والاضطراب هو الاختلاف في الروايات من غير إمكان للجمع أو الترجيح بينها مما يقدح بصحة القصة إذا اعتراها، والاضطراب في هذه القصة فاحش، فمتى حصل من رسول الله ﷺ السجود؟ وكيف؟ هنا الاضطراب. فمن قائل: إنه ﷺ كان خارج الصلاة، ومن قائلٍ: إنه كان في الصلاة، ومن قائلٍ: إنه حدّث نفسه فيها، ومن قائل: إن الشيطان قالها على لسان النبي ﷺ أو قالها وهو ناعس، أو أن الشيطان انتهز سكتة من سكتات النبي ﷺ في القراءة فقرأها حاكيًا صوت النبي ﷺ (٤)، فلا جمع ولا ترجيح بين هذه الأوجه كلها. إنّ علماء النقد وأئمة العلل حكموا على القصة من حيث النقل بالسقوط؛ إذ طرق القصة مراسيل لم يسند منها شيء، وأكثر علماء الحديث على عدم الاحتجاج بالمرسل.

(١) الشفا ٢/١١٧. (٢) أحكام القرآن ٣/١٣٠٠. (٣) تفسير ابن كثير ٦/٦٠٠. (٤) السيرة النبوية ١/٣٦٦.

1 / 48