الرد على من أجاز تهذيب اللحية
الناشر
مكتبة المعارف
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
الإسلام وسلوك الإسلام في إعفاء اللحى والتأسي برسول الله ﷺ في ذلك والتمسك بهديه وامتثال أمره.
وأما قوله: وتمسكوا باللحية، وكأن الإسلام لحية.
فجوابه أن يقال: أما إعفاء اللحية فإنه من خصال الفطرة كما جاء ذلك في حديث عائشة ﵂ الذي رواه الإمام أحمد، ومسلم، وأهل السنن وتقدم ذكره.
والفطرة هي السنة التي كان عليها رسول الله ﷺ، وكان عليها الأنبياء والمرسلون من قبله، وقد قال الله تعالى: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ﴾، وثبت أن رسول الله ﷺ كان كثير شعر اللحية، وأن لحيته كانت كثة ضخمة عظيمة، وقد قال الله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ﴾، وقال تعالى: ﴿فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾، وقد أمر النبي ﷺ أمته بإعفاء اللحى، ومخالفة المشركين الذين يحلقون لحاهم، وقد قال الله تعالى: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ
1 / 46