الرد على من أجاز تهذيب اللحية
الناشر
مكتبة المعارف
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
حديث حسن صحيح. ورواه الإمام أحمد أيضًا من حديث ابن عباس ﵄، ورواه الدارمي من حديث ابن عمر ﵄.
وقد قال النووي في الكلام على هذا الحديث: إن من النصيحة لله تعالى القيام بطاعته، واجتناب معصيته، ومن النصيحة للرسول ﷺ طاعته في أمره، ونهيه، وإحياء طريقته وسنته. ومن النصيحة لأئمة المسلمين معاونتهم على الحق، وأمرهم به، وتنبيههم وتذكيرهم برفق ولطف، ومن النصيحة لعامة المسلمين تعليمهم ما يجهلونه من دينهم وأمرهم ونهيهم عن المنكر، انتهى المقصود من كلامه ملخصًا.
وإذا علم هذا فليعلم أيضًا من طريقة النبي ﷺ وسنته التي دلت عليها أقواله وأفعاله إعفاء اللحية ومخالفة المشركين الذين يحلقون لحاهم، وقد ثبت عنه ﷺ أنه كان كث اللحية ضخمها عظيمها. وجاء في عدة أحاديث صحيحة أنه ﷺ أمر أمته بإعفاء اللحى ومخالفة المشركين الذين يحلقون لحاهم، فتجب طاعته في ذلك واجتناب معصيته كما يجب أيضًا التأسي به وإحياء طريقته وسنته، وذلك كله من النصيحة لله تعالى ولرسوله ﷺ؛ لأن الله تعالى قد أمر بطاعة الرسول ﷺ في مواضع كثيرة من القرآن، وقرن طاعته
1 / 37