الرد على من أجاز تهذيب اللحية
الناشر
مكتبة المعارف
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
فصل: ادعاء صاحب المقال أن أمر النبي بحف الشوارب وإعفاء اللحى وإكرامها كان لمجرد أنه ﷺ يتضايق منها
وقال صاحب المقال الباطل: كل ما في الأمر أن النبي ﷺ كان يكره رؤية اللحية الكثة ويتضايق منها فقال: «حفوا الشوارب وأكرموا اللحى» أكرموها بمعنى هذبوها رتبوها امشطوها، وليست بمعنى أطلقوها لأنها مطلقة أصلًا.
والجواب أن يقال: أما قوله: إن النبي ﷺ كان يكره رؤية اللحية الكثة ويتضايق منها، فهو من الافتراء على النبي ﷺ، وقد تواتر عنه ﷺ أنه قال: «من كذب عليّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار»، وقد كان النبي ﷺ يأمر بإعفاء اللحية وتوفيرها، وينهى عن التشبه بالمجوس الذين كانوا يحلقون لحاهم، وكان ﷺ كثّ اللحية ضخمها عظيمها قد ملأت نحره، وروي عنه ﷺ أنه كره النظر إلى المجوسين اللذين دخلا عليه وقد حلقا لحاهما وأعفيا شواربهما وأنه أنكر عليهما، فهل يقول عاقل بعد هذا إن النبي ﷺ كان يكره رؤية اللحية الكثة ويتضايق منها، كلا لا يقول ذلك من له أدنى مسكة من عقل. وما كان النبي ﷺ يأمر بإعفاء اللحية وتوفيرها، وهو مع ذلك يكره رؤية اللحية الكثة ويتضايق منها، وما كان يعفى لحيته حتى كانت كثة
1 / 14