الرد على مزاعم المستشرقين جولد تسهير ويوسف شاخت ومن أيدهما من المستغربين
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
نقد النصوص سنة نبوية شريفة سنها النبي ﷺ لأمته، فلا يجوز إنكارها وإن أمته تبعته في ذلك عبر العصور المتطاولة خلال أربعة عشر قرنا (١) . ومن أمثلة ذلك تصحيح النبي ﷺ لمفاهيم خاطئة علقت في أذهان الصحابة من أيام الجاهلية، فكان بتصحيحه لها نقد وتمحيص للمعلومات التي يحملها أصحابه وتوجيه لها الوجهة الصحيحة، ومن أمثلة ذلك: عن أبي هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: "أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار". (٢)
وجه الدلالة: أن الصحابة رضوان الله عليهم – يقرون أن المفلس هو من لا درهم له ولا متاع، وهو ما استقر في النفوس لغة وعرفا، فانتقد رسول الله ﷺ هذا الرأي، وبين خطأه وخطله، وأوضح
_________
(١) صالح أحمد رضا، النظر في متن الحديث في عصر النبوة، مجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية، العدد الثاني والعشرون، شوال ١٤٢٢هـ/ديسمبر ٢٠٠١م، ص: ٣٣٤- ٣٧٨.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه ج٢:، ص٨٦٥، ح٢٣١٧، ج٥، ص٢٣٩٤، ح٦١٦٩، ومسلم٤/١٩٩٧ ح٢٥٨١، وابن حبان في صحيحه ج١٦، ص٣٦٢، ح٧٣٦١، ج١٦، ص٣٦٣، ح٧٣٦٢، والترمذي في سننه ج٤، ص٦١٤ن ح٢٤١٩، وابن ماجه في سننه ج٢، ص٨٠٧، ح٢٤١٤.، وابن حنبل في مسنده ج٢، ص٤٣٥، ح٩٦١٣، ج٢، ص٥٠٦، ح١٠٥٨٠.
1 / 25