نقض الدارمي على المريسي - ت الشوامي

عثمان بن سعيد الدارمي ت. 280 هجري
75

نقض الدارمي على المريسي - ت الشوامي

محقق

أَبوُ عَاصِم الشَّوَامِيُّ الأَثرِي

الناشر

المكتبة الإسلامية للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

مكان النشر

القاهرة - مصر

تصانيف

[طه: ٥]، ﴿أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ﴾ [الملك: ١٦]، ﴿يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ﴾ [النحل:٥٠]، و﴿إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ﴾ [آل عمران:٥٥] ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ﴾ [فاطر: ١٠]، فَهَذَا كُلُّهُ وَمَا أَشْبَهَهُ شَوَاهِدُ وَدَلَائِلُ على الحَدِّ. وَمَنْ لَا يَعْتَرِفُ بِهِ؛ فَقَدْ كَفَرَ بِتَنْزِيلِ الله، وَجَحَدَ آيَاتِ الله. وَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ: «إِنَّ الله فَوْقَ عَرْشِهِ فَوْقَ سَمَاوَاتِهِ»، وَقَالَ لِلْأَمَةِ السَّوْدَاءِ: «أَيْنَ الله؟» قَالَتْ: فِي السَّمَاءِ فَقَالَ: «أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ». فَقَوْلُ رَسُولِ الله ﷺ: «إِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ»، دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهَا لَوْ لَمْ تُؤْمِنْ بِأَنَّ الله فِي السَّمَاءِ؛ لم تَكُنْ مُؤمِنَة، وَأَنَّهُ لا يَجُوزُ فِي الرَّقَبَة إِلَّا مَنْ يُحِدُّ اللهَ أَنَّهُ فِي السَّمَاءِ، كَمَا قَالَ اللهُ وَرَسُولُهُ. (٢٩) فَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ البَغْدَادِيُّ الأَصَمُّ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ شَبِيبِ ابْن شيبَة، عَنْ الحَسَنِ، عن عِمْرَانَ بْنِ الحُصَيْنِ أَنَّ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ لِأَبِيهِ: «يَا حُصَيْنُ، كَمْ تَعْبُدُ اليَوْمَ إِلَهًا؟ قَالَ سَبْعَةً، سِتَّة فِي الأَرْض، وَوَاحِدًا فِي السَّمَاءِ، قَالَ فَأَيُّهُمْ تَعُدُّهُ لِرَغْبَتِكَ وَلِرَهْبَتِكَ؟ قَالَ: الَّذِي فِي السَّمَاءِ» (١).

(١) ضعيف، أخرجه الترمذي (٣٤٨٣)، والبزار (٩/ ٥٣)، والطبراني (١٨/ ١٧٤)، وفي الأوسط (١٩٨٥)، والروياني (٨٥)، ومن طريقه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (٤/ ٧٢١)، والبيهقي في الأسماء والصفات (٩٠٢)، وغيرهم من طرق عن شبيب بن شيبة، به. وهذا إسناد ضعيف لأجل شبيب بن شيبة، ضعفه جماعة من أهل العلم، وأيضا الانقطاع بين الحسن، وعمران بن الحصين؛ فإن الحسن لم يسمع من عمران كما ذكر ابن أبي حاتم في المراسيل (ص ٣٨). وقد روى البزار هذا الحديث بإسناد آخر (٩/ ٥٣)، قال: حدثنا أبوسعيد، نا أبو خالد، نا دود بن أبي هند، عن العباس بن عبد الرحمن، عن عمران، به. وهذا إسناد ضعيف أيضا؛ العباس بن عبد الرحمن مجهول الحال. لكن يبدو أن هذه الرواية غير محفوظة؛ فقد قال الترمذي كما في العلل الكبير (ص ٣٩١): سألت محمدًا عن هذا الحديث فلم يعرفه إلا من حديث أبي معاوية. ... = ... = قلت: فما تغني عنا متابعة لا يعرفها البخاري. ثم قال الترمذي: وحديث الحسن عن عمران بن حصين في هذا أشبه عندي وأصح. فهذا الكلام من هذين الإمامين يدل على أن رواية الحسن هي المحفوظة، وأن ما سواها غير محفوظ، فصدني كلامهما أن أعتبر رواية البزار الثانية؛ فكلام أئمتنا على العين والرأس. وقد أخرج الحديث الذهبي في العلو (ص ٢٥)، وقال: شبيب ضعيف.

1 / 77