83

التفكر والاعتبار بآيات الكسوف والزلازل والإعصار

الناشر

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

مكان النشر

الرياض

تصانيف

تواتر العلم بها عند جميع الشام، وسائر البلدان، وأخبرنى مَن حضرها من أهل المدينة) انتهى (١). وذكر القرطبي ظهور هذه النار العظيمة، وقد أطال في وصفها، حتى ذكر أنها رُئيت في مكة ومن جِبال بُصْرى في الشام (٢). وقد ذكر ابن كثير ﵀ عِدّةَ كُتبٍ وردت متواترة إلى دمشق من الحجاز بصفة أمر هذه النار التي شوهدت معاينة؛ وقد اخترت منها كتابًا واحدًا أنقله هنا، وفيه بيان أنه في وقت واحد غرقت بغداد واشتعلت أرض الحجاز بالنار التي أخبر بوقوعها رسول الله ﷺ. قال ابن كثير: (ثم قال أبو شامة: ومن كتاب آخر من بعض بني الفاشاني بالمدينة يقول فيه: " وصل إلينا في جمادى الآخرة نَجّابة من العراق، وأخبروا عن بغداد أنه أصابها غرق عظيم حتى طفح الماء من أعلى أسوار بغداد إليها وغرق كثير منها، ودخل الماء دار الخلافة وسط البلد وانهدمت دار الوزير وثلاثمائة وثمانون دارًا، وانهدم مخزن الخليفة، وهلك من خزانة السلاح شيء كثير، وأشرف الناسُ على الهلاك، وعادت السفن تدخل إلى وسط البلدة وتخترق أزقّة بغداد.

(١) شرح النووي على صحيح مسلم، ١٨/ ٢٨. (٢) التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة، ص (٦٣٦).

1 / 83