39

التفكر والاعتبار بآيات الكسوف والزلازل والإعصار

الناشر

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

مكان النشر

الرياض

تصانيف

سبحانه، وهو رب العالمين الحي القيوم المتّصف بصفات الجلال والعظمة والعُلوّ فوق عرشه المجيد العظيم الذي فوق سمواته. وحتى الذي يُقِرّ بهذا الربِّ سبحانه وحياته وما يتّصف به لا يدخل في الإسلام حتى يُقرّ بأنه (لا إله إلا الله)، وتصديقها الإقرار بشهادة (أن محمدًا رسول الله) واتّباعه. قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: (وأما المتفلسفة وأتباعهم فغايتهم أن يستدلوا بما شاهدوه من الحِسّيات ولا يعلمون ما وراء ذلك، مثل أن يعلموا أن البخار المتصاعد ينعقد سحابًا، وأن السحاب إذا أصْطك حدث عنه صوت، ونحو ذلك؛ لكن علمهم بهذا كعلمهم بأن المني يصير في الرحم، لكن ما الموجب لأن يكون المني المتشابه الأجزاء تُخلق منه هذه الأعضاء المختلفة والمنافع المختلفة على هذا الترتيب المحكم المتقن الذي فيه من الحكمة والرحمة ما بَهَر الألباب؟!) انتهى (١). هذا هو مذهب أهل العلوم التجريبية الذين يزعمون أنهم لا يؤمنون إلا بالمحسوس، وتأمل قوله: (ولا يعلمون ما وراء ذلك) تجد أن هذه العلوم التي ملأت الدنيا في زماننا تدور على هذا الفلَك - أيْ فلَك الأسباب المقطوعة عن المسبِّب ﷾.

(١) مجموع الفتاوى، ٦/ ٥٥٨.

1 / 39