بالعادات، فليس للرجل أن يمتنع من أكل الشحوم وكل ذي ظفر على وجه التدين بذلك، وكذلك ما كان مركبًا منهما، وهي الأعياد التي كانت مشروعة لهم، فإن العيد المشروع يجمع عبادة: وهو ما فيه من صلاة أو ذكر أو صدقة أو نسك، ويجمع عادة: وهو ما يفعل فيه من التوسع في الطعام واللباس، أو ما يتبع ذلك من ترك الأعمال الواظبة (١)، واللعب المأذون فيه في الأعياد لمن ينتفع باللعب، ونحو ذلك.
ولهذا قال ﷺ - لما زجر أبو بكر ﵁ الجويريتين عن الغناء في بيته ـ: «دعهما يا أبا بكر فإن لكل قوم عيدًا، وإن هذا عيدنا» [البخاري٩٤٩، ٩٥٢، مسلم٨٩٢] وكان الحبشة يلعبون بالحراب يوم العيد، والنبي ﷺ ينظر إليهم. [البخاري٩٥٠]
فالأعياد المشروعة، يشرع فيها وجوبًا أو استحبابًا: من العبادات ما لا يشرع في غيرها، ويباح فيها أو يستحب أو يجب: من العادات التي للنفوس فيها حظ ما لا يكون في غيرها كذلك، ولهذا وجب فطر العيدين وقُرِن بالصلاة في أحدهما: الصدقة، وقُرِن بها
(١) (*) الواظبة: الراتبة التي يداوم عليها الإنسان.
1 / 66