66

تهذيب اقتضاء الصراط المستقيم

الناشر

مكتبة دار العلوم

مكان النشر

البحيرة (مصر)

تصانيف

بالعادات، فليس للرجل أن يمتنع من أكل الشحوم وكل ذي ظفر على وجه التدين بذلك، وكذلك ما كان مركبًا منهما، وهي الأعياد التي كانت مشروعة لهم، فإن العيد المشروع يجمع عبادة: وهو ما فيه من صلاة أو ذكر أو صدقة أو نسك، ويجمع عادة: وهو ما يفعل فيه من التوسع في الطعام واللباس، أو ما يتبع ذلك من ترك الأعمال الواظبة (١)، واللعب المأذون فيه في الأعياد لمن ينتفع باللعب، ونحو ذلك. ولهذا قال ﷺ - لما زجر أبو بكر ﵁ الجويريتين عن الغناء في بيته ـ: «دعهما يا أبا بكر فإن لكل قوم عيدًا، وإن هذا عيدنا» [البخاري٩٤٩، ٩٥٢، مسلم٨٩٢] وكان الحبشة يلعبون بالحراب يوم العيد، والنبي ﷺ ينظر إليهم. [البخاري٩٥٠] فالأعياد المشروعة، يشرع فيها وجوبًا أو استحبابًا: من العبادات ما لا يشرع في غيرها، ويباح فيها أو يستحب أو يجب: من العادات التي للنفوس فيها حظ ما لا يكون في غيرها كذلك، ولهذا وجب فطر العيدين وقُرِن بالصلاة في أحدهما: الصدقة، وقُرِن بها

(١) (*) الواظبة: الراتبة التي يداوم عليها الإنسان.

1 / 66