28

تهذيب اقتضاء الصراط المستقيم

الناشر

مكتبة دار العلوم

مكان النشر

البحيرة (مصر)

تصانيف

القلوب من ثمرات المعاصي. * لما نهى الله عن التشبه بهؤلاء الذين قست قلوبهم، وذكر أيضًا في آخر السورة حال الذين ابتدعوا الرهبانية، فما رعوها حق رعايتها، فعقبها بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّن فَضْلِ اللهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ [الحديد:٢٨ - ٢٩]؛ فإن الإيمان بالرسول ﷺ تصديقه وطاعته وإتباع شريعته، وفي ذلك مخالفة للرهبانية؛ لأنه لم يبعث بها، بل نهى عنها، وأخبر أن من اتبعه (١) كان له أجران. [البخاري ٥٧، مسلم٢٤١] ثانيًا: الاستدلال بالسنة على النهي عن التشبه بالكافرين: - جاءت سنة رسول الله ﷺ، وسنة خلفائه الراشدين، التي أجمع الفقهاء عليها، بمخالفتهم وترك التشبه بهم: ١ - قال رسول الله ﷺ: «إن اليهودَ والنصارى لا يصبغون فخالفوهم» [البخاري٣٤٦٢، مسلم١١٠٣] فأمر بمخالفتهم، وذلك يقتضي أن

(١) (*) أي من أهل الكتاب.

1 / 28