الخلاف أسبابه وآدابه
الناشر
الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات
تصانيف
تاسعًا - غلبة العاطفة على العقل
خاصة في سن الشباب الذي ما بين العشرين إلى الثلاثين. فتجد الشباب يندفع بعاطفته الجياشة وكلامه الناري، مستخدمًا العبارات الثقيلة التي تجنح به عن قبول الحق، لأنه لم يتدبر فيه بعقله بل بعاطفته.
ونحن نريد عاطفة الشباب، وعقول الشيوخ، لأن عاطفة الشيوخ بعقول الشباب تموت، فلا ترى فيها من يأمر، أو ينهى أو يدعو إلا من رحم الله.
فمثلًا: يخطئ بعض الناس في محاضرة ما في الحكم على حديث، فيقول أحد الشباب: لماذا يقول بأن هذا الحديث صحيح، وهو ضعيف، فهذا يدل على عدم معرفته بسنة الرسول ﷺ، وهجره للسنة، وعدم اهتمامه بالأثر الشريف.
وهذا حماس وعاطفة لا داعي لها. بل الواجب: أن يبين بأنه قد أخطأ في الحديث، عارضًا وجهة نظره بحب وود وهدوء.
بل يقع أكبر من ذلك في مسائل عقدية بسبب الحماس المندفع وغير المؤهل شرعًا، والعقل يأتي تبعًا للشرع لأن الإسلام - ولله الحمد - جاء لأهل العقول، فإن المجنون مرفوع عنه القلم والتكاليف، قال تعالى: ﴿وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ﴾ العنكبوت (٤٣) .
1 / 29