الخلاف أسبابه وآدابه
الناشر
الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات
تصانيف
ثامنًا - إلزام ما لا يلزم
فتجد بعض المخالفين يقول: قال العالم الفلاني كذا وكذا، ومعنى كلامه كذا وكذا، إذا فهو كذا وكذا.
فمثلًا: وجد من الناس من يستمع الغناء في هذا الزمن. فيقول بعضهم: من سمع الغناء ورضي به فهو فاسد.
ومن كان فاسدًا، ورضي بالفساد في بيته فهو ديوث. . .
ومن كان ديوثًا فهو لا يدخل الجنة، لأن الرسول ﷺ يقول: «ثلاثة لا ينظر الله ﷿ إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث» (١) .
فانظر كيف بنى، وقرر، وألزم، وأدخل الناس النار، لأنه بنى على قواعد واحتمالات لم يتبينها من المحكوم عليه، مع العلم بأن الغناء محرم شرعًا.
تقول: له رحمة الله واسعة، والله غفور لذنوب العباد.
فيقول في نفسه: المرجئة يقولون: إن الله غفور بالعباد، والمرجئة يسهِّلون المعاصي، إذا فهذا مرجئ، فهو إذا مبتدع أو زنديق.
_________
(١) جزء من حديث من سنن النسائي (٢٥٦٢) عن ابن عمر ﵄، اعتناء عبد الفتاح أبو غدة.
1 / 27