الخلاف أسبابه وآدابه
الناشر
الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات
تصانيف
سادسًا - ضيق الأفق
فبعض الناس ضيق الأفق، لا يتسع صدره للمحاورة ولا للنقاش، فهو يغلق عليك الطريق منذ أول وهلة مقررًا رأيه ومسفها لما سواه.
يقول الله ﷾: ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ﴾ التوبة (٦)، أي: اتركه حتى يسمع النور، واتركه حتى يسمع الوحي، واجعل له فرصة حتى يظهر لك ما في صدره.
ولا يفوتنا هنا: قصة «عتبة بن ربيعة وهو من رؤساء الشرك في قريش، عندما ذهب إلى النبي ﷺ ليحاوره، فتركه ﷺ حتى انتهى وفرغ من قوله وهو يعلم أنه باطل وإفك وزور.
ثم قال ﷺ: أفرغت يا أبا الوليد» .
وكأنه ﷺ مستعد لسماع محاضرة ودرس أطول من هذا المشرك.
لأنه ﷺ يريد هداية الناس، فلا بد أن يسمع منهم ليعرف عللهم فيعالجهم بموجبها.
فما بالك إذا كان المحاور لك أخا من إخوانك المؤمنين؟ أفلا يكون أحق بالسماع من ذلك المشرك؟
يقول الشافعي: قولنا صواب يحتمل الخطأ، وقول غيرنا خطأ يحتمل الصواب.
1 / 24