حقيقة السحر وحكمه في الكتاب والسنة
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة ٣٤-العدد ١١٥
سنة النشر
١٤٢٢ هـ/٢٠٠٢م
تصانيف
يقال: سحر المطر الطين والتراب: أفسد فلم يصلح للعمل١.
السحر في الإصطلاح:
عرف السحر اصطلاحا بتعاريف كثيرة مختلفة متباينة، ذلك لكثرة الأنواع الداخلة تحته ولا يتحقق قدر مشترك بينها يكون جامعًا لها مانعًا لغيرها٢.
ولاختلاف المذاهب فيه بين الحقيقة والتخييل. فمثلا البعض يعرفه بتعاريف لا تصدق إلا على ما لا حقيقة له من أنواع السحر، أو ما هو سحر في اللغة.
ومن هؤلاء أبو بكر الرازي حيث قال: "هو كل أمر خفي سببه وتخيل على غير حقيقته ويجري مجرى التمويه والخدع"٣.
وعرفه البعض بماله حقيقة وأثر كابن قدامة حيث قال: "السحرعزائم ورقى وعقد يؤثر في القلوب والأبدان فيمرض ويقتل ويفرق بين امرء وزوجه ويأخذ أحد الزوجين عن صاحبه"٤.
وعرفه أحد العلماء المعاصرين - تعريفًا جمع فيه القسمين. فقال: "هو عبارة عن أمور دقيقة موغلة في الخفاء يمكن اكتسابها بالتعلم تشبه الخارق للعادة وليس فيها تحد، أو تجري مجرى التمويه والخداع تصدر من نفس شريرة تؤثر في عالم العناصر بغير مباشرة أو بمباشرة"٥.
ونستخلص من هذه التعاريف وغيرها تعريفًا لعله يكون جامعًا بلفظ موجز إن شاء الله.
_________
١انظر لسان العرب مادة سحر ج٢ ص.١٠٦- ١٠٧، القاموس المحيط ج٢ ص٤٥.
٢ أضواء البيان ج٤ ص، ٤٤٤.
٣ أحكام القرآن له ج١ ص٥٠.
٤ الكافي ج٤ ص١٦٤ وانظر تيسير العزيز الحميد ص ٣٣٣.
٥ السحر بين الحقيقة والوهم ص ٣٨.
1 / 139