التوصل إلى حقيقة التوسل
الناشر
دار لبنان للطباعة والنشر
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٣٩٩ هـ - ١٩٧٩ م
مكان النشر
بيروت
تصانيف
فما دام إبراهيم ﵊ يتوسل إلى الله تعالى بما علمه سبحانه أليس هذا حافزًا من الله تعالى إلى الاقتداء به؟ إذا فلنشعر ولنسارع بالاقتداء والتأسي لنحظى من الله بالإجابة المبتغاة من الدعاء.
الدليل الثالث
وإليك يا أخي مثلًا آخر من توسلات إبراهيم صلوات الله وسلامه عليه عسى أن يكون لك دليلًا ونبراسًا من الله بالإجابة تستضيء به.
قال أفرءيتم مما كنتم تعبدون * أنتم وءآباؤكم الأقدمون * فإنهم عدو لي إلا رب العالمين * الذي خلقني فهو يهدين * والذي يطعمني ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين * والذي يميتني ثم يحيين * والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين * رب هب لي حكمًا وألحقني بالصالحين * واجعل لي لسان صدق في الأخرين * واجعلني من ورثة جنة النعيم *
الشعراء ٧٥ - ٨٥
وهذا يا أخي دليل من سورة الشعراء / ٢٦ / فإن الله ﷾ يخبرنا عن عبده ورسوله إبراهيم ﵊ كيف كان يجادل قومه المشركين ويدلهم على من تجب له العبادة وحده وهو الله تعالى لا شريك له ولا مثيل ولا ند.
وإن هذه الآلهة التي يعبدونها هم وآباؤهم الأقدمون من قبلهم ليست آلهة ولا تستحق شيئًا من العبادة. فما أحد يستحق أن يعبد إلا رب العالمين وحده لا شريك له. ثم شرع يصف لهم هذا الإله العظيم بصفات لا تشبه أي صفة من صفات
1 / 29