التوصل إلى حقيقة التوسل

محمد نسيب الرفاعي ت. 1413 هجري
111

التوصل إلى حقيقة التوسل

الناشر

دار لبنان للطباعة والنشر

رقم الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٣٩٩ هـ - ١٩٧٩ م

مكان النشر

بيروت

تصانيف

ربك تجني من ورائها الخير العميم والفضل العظيم واصغ يا أخي إلى صوته الحبيب وكأنه إلى الآن يهمس بأذنك: [فإن مت من ليلتك مت على الفطرة وإن أصبحت أصبت خيرًا ..] أي إن قدر الله وفاتك فتكون قد توفيت على الفطرة أي على الإسلام والإيمان وينتظرك من عطاء الله ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ... وإن رد الله نفسك إليك وأصبحت من الأحياء أصبت رحمة وخيرًا من الله ونعمة وبركة ورضا. وضعت أمامك يا أخي شرحًا وجيزًا لهذا الحديث المتقدم ولعلك تسألني: أين يكمن الدليل في هذا الحديث على التوسل فيه إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة فأقول: ما قولك بتسليم نفسك إلى ربك وتوجيه وجهك إليه وتفويض كل ما أمرك إليه وإسناد ظهرك إليه رغبة إليه ورهبة منه وتبرئك من حولك وطولك إلى حوله وطوله وقوته ... فاعترفت أنه لا ملجأ ولا ومنجى منه إلا إليه ... أجل ... ما قولك بهذا كله أليس عملًا صالحًا تقدمه إلى الله تعالى وتتوسل به إليه؟ بأنه إذا قبض نفسك أن يقبضها على الإسلام والإيمان ويهبك الجنة بما فيها من لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ... وإن رد إليك نفسك وأصبحت معافى أصبت من الله خيرًا في دينك وديناك وروحك وبدنك إنه توسل عظيم جدًا بأعمالك الصالحة المخلصة لوجهه الكريم ليعطيك الجنة إن قبضك ... أو يجعلك تصيب خيرًا في دينك وديناك وهذا ما يثبت أيضًا رأفة ورحمة النبي الكريم الذي يدل أمته على الخير كله ويحذرها من الشر كله (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم /١٢٨/ فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم /١٢٩/) التوبة.

1 / 118