.. فها هو ذا مشرك ينطق بشمول السيرة النبوية العطرة لكل أمور الحياة، معترفًا على نفسه، ومن كل شاكلته؛ بأنهم يحرصون على معرفة تعاليم السيرة. فعن سلمان رضى الله عنه (١) أنه قيل له: قد علمكم نبيكم ﷺ كل شئ حتى الخراءة؟ قال: أجل، لقد نهانا أن نستقبل القبلة لغائط أو بول، أو أن نستنجى باليمين، أو أن نستنجى بأقل من ثلاثة أحجار، أو أن نستنجى برجيع أو بعظم" (٢) .
... وانظر إلى قول السائل: "لقد علمكم نبيكم كل شئ" تجد أنها تدل على تتبع هؤلاء لأمور السنة النبوية والسيرة العطرة، واعترافهم – مع أهلها – بشمولها لكل أمور الحياة (٣) .
... ويقول العلامة المجرى المسلم: محمد أسد (ليوبولدفايس) فى بيان أهمية السيرة العطرة فى تاريخ المسلمين وحضارتهم قال: "لقد كانت السيرة النبوية مفتاحًا لفهم النهضة الإسلامية منذ أكثر من خمسة عشر قرنًا، فلماذا لا تكون مفتاحًا لفهم انحلال الحاضر؟
... إن العمل بسنة رسول الله ﷺ وسيرته العطرة هو عمل على حفظ كيان الإسلام وعلى تقدمه، وإن ترك السنة والسيرة هو انحلال الإسلام، لقد كانت السنة والسيرة الهيكل الحديدى الذى قام عليه صرح الإسلام، وإنك إذا أزلت هيكل بناء ما! أفيدهشك بعد أن يتقوض ذلك البناء كأنه بيت من ورق؟ " (٤) .
... إن الطعن فى السيرة العطرة والسنة المطهرة طعن فى حقيقة الإسلام قرآنًا وسنة، وتاريخًا، وحضارةً!!
(١) هو سلمان الفارسى صحابى جليل له ترجمة فى: تاريخ الصحابة ص١١٦ رقم ٥٣٣، ومشاهير علماء الأمصار ص٥٦ رقم٢٧٤،وأسد الغابة٢/٥١٠ رقم ٢١٥٠، والإصابة ٢/٦٢ رقم ٣٣٦٩. (٢) أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب الطهارة، باب الاستطابة ٢/١٥٤ رقم ٢٦٢. (٣) السنة النبوية. مكانتها. عوامل بقائها. تدوينها. لفضيلة الأستاذ الدكتور/ عبد المهدى عبد القادر ص٦٦، ٦٧. (٤) الإسلام على مفترق الطرق ترجمة الدكتور عمر فروخ ص٨٧ بتصرف يسير.
1 / 73