337

الريحانيات

تصانيف

ووقف في الزاوية عند هيكل أشار إليه بيده إعجابا، ثم قال: ترانا نحترم معابد الناس

فراعني ما رأيت، وأحزنني ما سمعت

حزنت، حنقت، خجلت، جزعت

كأنه لطمني بتلك اليد يده، وذبحني بتلك الكلمة من كلماته

هناك، في ذاك الهيكل، بين الشموع والدمن والأزهار الصناعية، رأيت إلها مرعبا مخيفا، إلها شبيها ببعض آلهة الهند، وحشيا فظيعا، إلها من آلهة الشر، تعددت في جسمه الواحد الأيدي والرءوس

وفي كل رأس عينان حمراوان تنظران إلى الآخرين شذرا، بل نقمة وانتقاما

وفي كل يد خنجر يقطر دما، وفي مقبض كل خنجر نجمة رسمت بالماس والياقوت

كأنها رمز الثراء، وبراءة من السماء

ملت بنظري عن الهيكل، وأسرعت إلى الباب، وقلبي يحدثني بالرحيل •••

رأيتها خارج البيت، خارج البستان، بعيدة من الهيكل، جالسة وأحزانها في قارعة الطريق

صفحة غير معروفة