233

ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب

محقق

محمد عبد الله عنان

الناشر

مكتبة الخانجي

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٩٨٠م

مكان النشر

القاهرة

أوزاره. وَالرِّضَا عَن آله وَأَصْحَابه، وأسرته وأحزابه، الَّذين ورثوا فخاره، واختاروا فِي سبل الْحق مَا اخْتَارَهُ، وَكفوا عَن دينه أَيدي العدا، وزينوه بحلى الباس والندي، فَكَانُوا سوره وسواره، وَكَاد بِنَاؤُه ينْقض، وكنز الْحق [تَحت أساسه] ينفض، فأقاموا ببيض الْمَعَالِي، والسمر العوالي جِدَاره. وَالدُّعَاء لمقامكم السعيد بالعز الَّذِي تؤيد قدرَة الله اقتداره، والصنع الَّذِي على قطب التَّوْفِيق مَدَاره، والنصر الَّذِي يعْمل فِي سَبِيل الله سنته وشعاره، وَالْفَتْح الَّذِي تسبح فِي بحره الأقلام فَلَا يبلغ مِنْهَا الْإِعْلَام [وَأَن جاش الْكَلَام وجادت الأحلام] معشاره. فَإنَّا كتبناه إِلَيْكُم، كتب الله لأيامكم الجديدة السعد، السعيدة الْجد، من مواهبه الْخَارِجَة عَن الْجد أفضل مَا كتب، وخولكم من مقاسم النَّصْر الشاذة عَن الْحصْر أجزل مَا وهب، وَجعل ملككم ليستعتبه الدَّهْر إِذا عتب، وَيَقْضِي من فروض طَاعَته، مُعْلنا بضراعته إِذا حمله الْقدر على تفريقه وإضاعته مَا ترَتّب وَوَجَب. من حَمْرَاء غرناطة، حرسها الله، وَالْيَد بعلو يدكم عالية، وَالنعَم بتوالي سعادتكم مُتَوَالِيَة، والآمال باستقامة الْأَحْوَال لأخوتكم الرفيعة الْجلَال حَالية، والارتياح الَّذِي [تودي بشايره] لَا تَخْلُو مِنْهُ غَالِيَة، والمسرات لَا تنفذ مِنْهَا وافدة إِلَّا تبعتها تالية. وَإِلَى هَذَا وصل الله لملككم أَسبَاب الانتظام والاتساق، وَأهْدى انباءكم طيبَة الْعرف حَسَنَة المساق، وأطلع بدر سعادتكم فِي أسعد الْآفَاق، [وَأقَام الدَّهْر بَين يدكم مهمى تَابَ من ذَنبه أَو عتب بعد عَتبه، مقَام الحياد والإطراق] حَتَّى تخفق [أحشاء الْكفْر] رعْبًا

1 / 249