232

ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب

محقق

محمد عبد الله عنان

الناشر

مكتبة الخانجي

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٩٨٠م

مكان النشر

القاهرة

السداد فيصيبها، وَيُشِير بِيَدِهِ الْكَرِيمَة إِلَى مواهب الله العميمة، فيتوفر لَدَيْهِ نصِيبهَا، وَيطْلب مِيرَاث سلفه فِي الأقطار بالحسام الماضى والقنا الخطار، فيفوز بأقصى الآمال والأوطار من الِانْفِرَاد بتعصيبها. مُعظم قدر إخائه، ومرفع جَانب علائه، وَمُوجب فرض هنائه، بنعم الله وآلائه، [ومؤمل عزمه الْمُعْتَمد بمضائه]، الدَّاعِي إِلَى الله بدوام نَصره وصلَة بَقَائِهِ، حَتَّى تربي مآثره فِي سَبِيل الله على مآثر آبَائِهِ، فلَان. سَلام كريم عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته.
أما بعد حمد الله الَّذِي حفظ مُؤَكد الْعِزّ مِنْكُم على من اخْتَارَهُ، وَأظْهر عنايته بِالدّينِ الحنيف على يَدي سلطانكم المنيف، فمهد أوطانه، وَيسر أوطاره، فَمَتَى شب ضرام فتْنَة، أطفأت جداول سُيُوفكُمْ ناره، وَمَتى خبا ثبير هِدَايَة، رفعت أَيدي ملككم مناره، وَمَتى اسْتَأْثر مُنَازع من أطواق إيالتكم بلباس وَلَو فِي سَبِيل اختلاس، استرجعت عزايمكم مَا استعاره وصرمت عاره، فملككم بِفضل الله مُسْتَدْرك ثاره، مقيل آثاره، والدهر بَين يديكم مستقيل عثاره. وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد رَسُوله، الَّذِي رفع شَأْنه فِي الْأَنْبِيَاء الْكِرَام، وَعظم مِقْدَاره، وَجعل فِي أشرف الْخلق قومه، وَفِي أشرف الأَرْض دَاره، وَأَعْطَاهُ لِوَاء الشَّفَاعَة ليجير من أجاره، فِي الْيَوْم الَّذِي يسلم فِيهِ الولى وليه وَالْجَار جَاره، فَمن انتصر بجاهه فِي الملمات، وعول عَلَيْهِ فِي الشدائد المدلهمات، رَضِي انتصافه وَحمد انتصاره، وَمن توسل بِهِ، فضلا عَمَّن زَارَهُ، أَمن برحمة الله

1 / 248