روضة العقلاء

ابن حبان ت. 354 هجري
53

روضة العقلاء

محقق

محمد محي الدين عبد الحميد

الناشر

دار الكتب العلمية

مكان النشر

بيروت

ولا يفرح من يحسده لأن من جعل رضاه تبعا لرضا الناس وعاشرهم من حيث هم استحق الكمال بالسؤدد وأنشدني علي بْن مُحَمَّد البسامي ... أعاشر معشري في كل أمر ... بأحسن مَا أريت وما رأيت وأجتنب المقابح حيث كانت ... واترك مَا هويت وما فريت ... قال أَبُو حاتم ﵁ حاجة المرء إلى الناس مع محبتهم إياه خير من غناه عنهم مع بغضهم إياه والسبب الداعي إلى صد محبتهم له هو التضايق في الأخلاق وسوء الخلق لأن من ضاق خلقه سئمه أهله وجيرانه واستثقله إخوانه فحينئذ تمنوا الخلاص منه ودعوا بالهلاك عَلَيْهِ سمعت عمر بْن سَعِيد بْن سنان الطائي يقول سمعت أبا الحسن الزهاوي يقول سمعت يزيد بْن هارون يقول ... فقدت ثقال الناس في كل بلدة ... فيارب لا تغفر لكل ثقيل ... أنبأنا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحسن البلخي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إدريس الحافظ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن إِسْمَاعِيل قَالَ سمعت عمرو بْن الحارث يقول تسخين العين النظر إلى من تكره قال أَبُو حاتم ﵁ الاستثقال من الناس يكون سببه شيئين أحدهما مقارفة المرء مَا نهى اللَّه عنه من المآثم لأن من تعدى حرمات اللَّه أبغضه اللَّه ومن أبغضه اللَّه أبغضته الملائكة ثم يوضع له البغض في الأرض

1 / 66