روضة المحبين ونزهة المشتاقين
محقق
محمد عزير شمس
الناشر
دار عطاءات العلم ودار ابن حزم
رقم الإصدار
الرابعة
سنة النشر
١٤٤٠ هجري
مكان النشر
الرياض وبيروت
تصانيف
التصوف
وقال القُطَامِيّ (^١) يصفُ سفينة نوح:
إلى الجُودِيّ حتَّى صارَ حَجْرًا ... وكانَ لذلك الغَمْرِ انحسارُ
أي: لذلك الماء الذي غمرَ الأرض ومن عليها.
فصل
وأمَّا الوَهَل: فهو بتحرك الهاء، وأصله: الفَزَعُ، والرَّوعُ، يقال: وَهِلَ يَوْهَلُ وهو وَهِلٌ وَمُسْتَوْهِلٌ. قال القُطَامِيّ (^٢) يصفُ إبلًا:
وترى لِجَيْضَتِهِنَّ عند رَحِيْلِنَا ... وَهَلًا كأنَّ بِهِنَّ جِنَّةَ أوْلَق
وإنَّما كان الوَهَل من أسماء الحبِّ لما فيه من الرَّوع، ومنه يقال: جمالٌ رائع.
فإن قيل: ما سببُ رَوْعَة الجمال؟ ولأيِّ شيء إذا رأى المحبُّ محبوبَهُ فُجاءةً يرتاعُ لذلك، ويَصفرُّ لونهُ، ويُبْهَتُ؟ قال الشاعر (^٣):
_________
(^١) في «ديوانه» (ص ١٤٤)، و«اللسان» (غمر، تا)، و«التنبيه والإيضاح» (٢/ ١٧٩).
(^٢) في «ديوانه» (ص ١٠٧)، و«تهذيب اللغة» (١١/ ١٣٧)، و«اللسان» (جيض، وهل).
(^٣) البيت لعروة بن حزام في «الشعر والشعراء» (٢/ ٦٢٦)، و«ديوان المعاني» (١/ ٢٨٢)، و«الأغاني» (٢٤/ ١٥٩)، و«زهر الآداب» (٢/ ٩٤٩)، و«أمالي» المرتضى (١/ ٤٥٩)، و«مصارع العشاق» (١/ ٣١٨)، و«الخزانة» (١/ ٥٣٤، ٣/ ٦١٦)، والتذكرة الحمدونية (٦/ ٥٨)، و«ذم الهوى» (ص ٤٠٨)، و«فوات الوفيات» (٢/ ٤٤٨). ولكثير عزة في «ديوانه» (ص ٥٢٢)، و«اللآلي» (١/ ٤٠٠)، و«حماسة» ابن الشجري (ص ١٥٣)، وللمجنون في «ديوانه» (ص ٥٩). وللأحوص في ملحق «ديوانه» (ص ٢١٣). وانظر: «سمط اللآلي» (١/ ٤٠٠).
1 / 56