روضة المحبين ونزهة المشتاقين
محقق
محمد عزير شمس
الناشر
دار عطاءات العلم ودار ابن حزم
رقم الإصدار
الرابعة
سنة النشر
١٤٤٠ هجري
مكان النشر
الرياض وبيروت
تصانيف
التصوف
والصواب [١٣ أ] أن يقال: الشوق مصدرُ شاقَه، يشُوقه: إذا دعاه إلى الاشتياق إليه، فالشوق داعية الاشتياق ومبدؤه، والاشتياقُ مُوجَبهُ وغايته، فإنه يقال: شاقني فاشتقتُ، فالاشتياق فعلٌ مطاوع لشاقني.
واختلف أرباب الشوق: هل يزول الشوق بالوصال أو يزيد؟ فقالت طائفةٌ: يزول، فإنَّ الشوقَ طسفرُ القلب إلى المحبوب، فإذا وصلَ إليه انتهى السفر.
وأَلقتْ عَصَاها واستقرَّ بها النَّوَى ... كما قَرَّ عَيْنًا بالإيابِ المسافِرُ (^١)
قالوا: ولأن الشوق إنَّما يكون لغائبٍ، فلا معنى له مع الحضور، ولهذا إنما يقال للغائب: أنا إليك مشتاق، وأما من لم يزل حاضرًا مع المحبِّ فلا يُوصف بالشَّوق إليه. وقالت طائفة: بل يزيدُ بالقرب واللقاء، واستدلوا بقول الشاعر (^٢):
وأعظمُ ما يكونُ الشوقُ يومًا ... إذا دَنَتِ الخِيَامُ من الخِيَام
قالوا: ولأن الشوقَ هو حُرقة المحبَّة والتهابُ نارها في قلب المُحبِّ، وذلك مما يزيدُه القربُ والمواصلةُ.
(^١) البيت لمعقِّر بن حمار البارقي من قصيدة له في «النقائض» (٢/ ٦٧٦)، وهو له في «الاشتقاق» (ص ٤٨١)، و«المؤتلف والمختلف» للآمدي (ص ٩٢)، و«معجم الشعراء» للمرزباني (ص ٢٠٤). ونسب لغيره في «البيان والتبيين» (٣/ ٤٠)، و«اللسان» (عصا). وبلا نسبة في «الأغاني» (١٥/ ١٢٣). (^٢) البيت بلا نسبة في «ديوان الصبابة» (ص ٣٦)، و«تزيين الأسواق» (١/ ٥٨).
1 / 51