روضة المحبين ونزهة المشتاقين
محقق
محمد عزير شمس
الناشر
دار عطاءات العلم ودار ابن حزم
رقم الإصدار
الرابعة
سنة النشر
١٤٤٠ هجري
مكان النشر
الرياض وبيروت
تصانيف
التصوف
وقيل: بل هي مأْخوذة من الحَبِّ جمع حَبَّة، وهو لُبَاب الشيء وخالصُه وأصلُه (^١)، فإنَّ الحَبَّ أصلُ النبات والشجر.
وقيل: بل هي مأخوذةٌ من الحُبّ الذي هو إنَاءٌ (^٢) واسعٌ يُوضع فيه الشيء فيمتلئ به بحيث لا يَسَع غيرَه، وكذلك قلبُ المحبِّ ليس فيه سَعَةٌ لغير محبوبه.
وقيل: مأخوذة (^٣) من الحُبّ، وهو الخشَبات الأربع التي يستقر عليها ما يوضع عليها من جَرَّةٍ أو غيرها، فسُمِّي الحبُّ بذلك؛ لأن المحبَّ يَتحمَّل لأجل محبوبِه الأثقالَ، كما تتحمل [٨ أ] الخَشَباتُ ثِقَلَ ما يوضع عليها.
وقيل: بل هي مأخوذةٌ من حَبَّة القلب وهي سُوَيْدَاؤه، ويقال: ثمرته، فسميت المحبة بذلك؛ لوصولها إلى حَبّة القلب، وذلك قريبٌ من قولهم: ظَهَره: إذا أصاب ظَهْره، وَرَأسَه: إذا أصاب رأْسَه، ورآه: إذا أصاب رِئَته، وبَطَنه: إذا أصاب بَطْنَه، ولكن في هذه الأفعال وصل أثرُ الفاعل إلى المفعول، وأمَّا في المحبة فالأثر إنما وصل إلى المُحِبّ.
وبَعْدُ، ففيه لغتان: حَبَّ، وأحَبَّ، قال الشاعر (^٤):
(^١) «وأصله» ساقطة من ش. (^٢) «إناء» ساقطة من ش. (^٣) ت: «مأخوذ». (^٤) هو غيلان بن شجاع النهشلي، كما في «اللسان» (حبب)، و«شرح أبيات مغني اللبيب» (٦/ ١١٨) و«التنبيه والإيضاح» لابن بري (١/ ٧٥). والبيتان بلا نسبة في «أمالي اليزيدي» (ص ٦٥)، و«المخصص» (١٢/ ٢٤٢)، والثاني بلا نسبة في «الاقتضاب» (ص ٢٨٣)، و«الخصائص» (٢/ ٢٢٠)، و«شرح شواهد المغني» (٢/ ٧٨٠)، و«شرح المفصل» (٧/ ١٣٨)، و«شروح التلخيص» (٣/ ٦٨)، و«مجمع الأمثال» (١/ ٣٦٢) وغيرها.
1 / 28