171

روضة المحبين ونزهة المشتاقين

محقق

محمد عزير شمس

الناشر

دار عطاءات العلم ودار ابن حزم

رقم الإصدار

الرابعة

سنة النشر

١٤٤٠ هجري

مكان النشر

الرياض وبيروت

تصانيف

التصوف
الثاني: الاستحسان، فإن لم يُورث نظرُه استحسانًا لم تقع المحبَّةُ.
الثالث: الفكر في المنظور، وحديثُ النفس به، فإن شُغِل عنه بغيره ممَّا هو أهمُّ عنده منه لم يَعْلَق حبُّه بقلبه، وإن كان لا يعدم خطراتٍ وسوانحَ، ولهذا قيل: العشق حركة قلب فارغ. ومتى صادفَ هذا النظرُ والاستحسانُ والفكرُ قلبًا خاليًا؛ تمكَّن منه، كما قيل (^١):
أتاني هَواها قبلَ أن أعرِفَ الهوى ... فصادفَ قلبًا خاليًا (^٢) فتمكَّنا
فإن قيل: فهل يتوقف على الطَّمع في الوصول إلى المُحَبِّ أم لا؟
قيل: الناسُ في هذا على أقسام:
منهم من يعشق الجمال المُطْلَق، فقلبُه مُعَلّقٌ به أين (^٣) استقلَّت ركائبُه، وأين (^٤) حلَّت مَضَارِبُه، وهذا لا يتوقَّف عشقُه على الطمع.
ومنهم من يعشقُ الجمالَ المقيَّد، سواءٌ طَمِعت نفسهُ في وِصَاله أو لم تطمع.

(^١) البيت للمجنون في «البيان والتبيين» (٢/ ٤٢)، و«الحيوان» (١/ ١٦٩، ٤/ ١٦٧)، و«تزيين الأسواق» (١/ ١٨٠)، و«ديوانه» (ص ٢٨٢). ويُنسب ليزيد بن الطثرية في «الزهرة» (١/ ٦٢)، و«حماسة» ابن الشجري (ص ١٤٥)، و«وفيات الأعيان» (٦/ ٣٧٠)، و«شعره» (ص ٩٥).
(^٢) ت: «فارغًا».
(^٣) ش: «إن».
(^٤) ش: «وإن».

1 / 144