روضة المحبين ونزهة المشتاقين

ابن القيم الجوزية ت. 751 هجري
138

روضة المحبين ونزهة المشتاقين

محقق

محمد عزير شمس

الناشر

دار عطاءات العلم ودار ابن حزم

رقم الإصدار

الرابعة

سنة النشر

١٤٤٠ هجري

مكان النشر

الرياض وبيروت

تصانيف

التصوف
فإنِّي رأيتُ الحُبَّ في القلبِ والأذى ... إذا اجتمعا لم يَلْبَثِ الحُبُّ يَذْهَبُ وهذا موضعٌ انقسمَ المحبُّون فيه قسمين: ففرقةٌ قالت: ليس (^١) بحبٍّ صحيح ما يزيله الأذى، بل علامَةُ الحبِّ الصَّحيح: أنَّه لا ينقص بالجفوة، ولا يُذهِبه الأذى. قالوا: بل المحب يلتذُّ بأذى محبوبه له، كما قال أبو الشِّيص (^٢): وقفَ الهوى بي حَيْثُ أنتِ فليس لي ... متَأخَّرٌ عَنْهُ ولا مُتَقَدَّمُ وأهَنْتِني فأَهنتُ نفسيَ جاهِدًا ... ما مَنْ يهونُ عليكِ مِمَّن أكرم (^٣) أَشبهتِ أعدائي فصِرْتُ أُحِبُّهم ... إذ كان حظِّي منك حظِّي منهمُ أجدُ الملامةَ في هواكِ لذيذةً ... حبًّا لِذكْركِ فلْيَلُمْنِي اللُّوَّمُ [٢٨ أ] فهذا هو الحبُّ على الحقيقة، فإنَّه متضمنٌ لغاية الموافقة،

(^١) ش: «ليست». (^٢) تقدمت هذه الأبيات مع تخريجها. (^٣) ش: «يكرم»، ويُروى بالروايتين كما سبق.

1 / 111