روضة المحبين ونزهة المشتاقين
محقق
محمد عزير شمس
الناشر
دار عطاءات العلم ودار ابن حزم
رقم الإصدار
الرابعة
سنة النشر
١٤٤٠ هجري
مكان النشر
الرياض وبيروت
تصانيف
التصوف
والخليل: الصَّديق، والأنثى خليلة. والخِلالة والخَلالة والخُلالة بكسر الخاء وفتحها وضمِّها: الصَّداقةُ والمودَّة. قال (^١):
وكيف تُوَاصِلُ مَنْ أصبحتْ ... خِلَالَتُهُ كأبي مَرْحَب
وقد ظنَّ بعضُ مَنْ لا علمَ عنده: أنَّ الحبيبَ أفضلُ من الخليل، وقال: محمَّدٌ حبيبُ الله، وإبراهيمُ خليلُ الله. وهذا باطلٌ من وجوهٍ كثيرة:
منها: أنَّ الخُلة خاصةٌ، والمحبَّة عامَّة، فإنَّ الله يحبُّ التَّوابين، ويحبُّ المتطهِّرين، وقال في عباده المؤمنين: ﴿يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾ [المائدة/٥٤].
ومنها: أنَّ النبيَّ ﷺ نفى أن يكونَ له من أهل الأرض خليل، وأخبرَ أنَّ أحبَّ النِّساء إليه عائشة، ومن الرجال أبوها (^٢).
ومنها: أنه قال: «إنَّ الله اتَّخَذَني خلِيلًا، كَمَا اتَّخَذَ إبرَاهيمَ
_________
(^١) البيت للنابغة الجعدي في «ديوانه» (ص ٢٦)، و«كتاب» سيبويه (١/ ٢١٥)، و«نوادر» أبي زيد (ص ١٨٩)، و«أمالي» القالي (١/ ١٩٢)، و«سمط اللآلي» (١/ ٤٦٥)، و«اللسان» (رحب، خلل). وبلا نسبة في «إصلاح المنطق» (ص ١١٢) و«مجالس ثعلب» (ص ٧٧)، و«أمالي المرتضى» (١/ ٢٠٢)، و«اللسان» (شرب، برر). و«أبو مرحب» كنية الظل، ويقال: هو كنية عرقوب الذي قيل فيه: مواعيد عرقوب.
(^٢) أخرجه البخاري (٣٦٦٢)، ومسلم (٢٣٨٤) من حديث عمرو بن العاص.
1 / 78