روضة الحكام وزينة الأحكام
محقق
محمد بن أحمد بن حاسر السهلي
الناشر
رسالة دكتورة، جامعة أم القرى
سنة النشر
١٤١٩ هجري
مكان النشر
مكة المكرمة
والقاضي إذا كان من البغاة(١): فإن كان بغيا لايوجب الفسق، لايمنع القضاء، وقبول الشهادة، وكان قوم معاوية(٢) - [رضي الله عنه](٣) - لايمتنع من قبول شهادتهم(٤).
وإن كان بغيا يوجب الفسق، كأهل(٥) النهروان(٦) الذين قاتلوا علياً - كرم الله وجهه - لم تقبل شهادته، ولم يجز قضاؤه(٧).
والبغاة إذا ولوا قاضياً عادلاً، فله أن يقضي بين الناس؛ لأن عائشة - رضي الله عنها - [سئلت عن القاضي العادل، إذا استقضاه الأمير الباغي هل يجيبه؟ فقالت: إن لَمْ يقض لهم خياركم، قضى لهم شراركم](٨).
وإذا كان يأخذ الرشوة، ليمنع بها حقاً، أو لا يبذل الحق / حتى يأخذها، أو يبذل الرشوة ليُعْزَل قاضٍ عادل، ويستقضي هو، فإن كلّ ذلك فسق، ولا تصح توليته، ولا قضاؤه.
[٣/ب]
سيأتي الكلام عن البغاه في بابهم ص/ ٢٠٨.
معاوية: هو أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان بن حرب الأموى القرشي، ولد قبل البعثة بسنوات يسيرة، وأسلم يوم الحديبية، وأظهره يوم الفتح توفي - رضي الله عنه - سنة (٦٠هـ). انظر: الإصابة ٣٣/٣ - ٣٤، طبقات ابن سعد ٤٠٦/٧ - ٤٠٧.
في المخطوط (رحمه الله) والصواب ما أثبته لأنه صحابي.
انظر: غوامض الحكومات ل/ ١٢٥.
أهل النهروان: "هم الذين خرجوا على علي - رضي الله عنه - القائلون بتكفير صاحب الكبيرة، وتخليده في النار" الملل والنحل ١٢٣/١.
النهروان: مدينة واسعة بين واسط وبغداد. كان بها وقعة مشهورة بين أمير المؤمنين علي - رضي الله عنه - والخوارج. انظر: معجم البلدان ٣٢٤/٥ - ٣٢٥.
انظر: روضة الطالبين ٥١/١٠ - ٥٢، مغني المحتاج ١٢٤/٤.
في المخطوط "لأن عائشة - رضي الله عنها قالت : - لما سألها أن زياداً مستقضية إن لم يقض لهم خياركم قضى لهم شراركم". وما أثبته صواب ما استشهد به الفقهاء. انظر في قاضي البغاة العادل. الاقناع لابن المنذر ٥١٤/٢، روضة الطالبين ٩٨/١١.
وفي التلخيص الحبير: "عن أبي سلمة عبد الرحمن قال: اجتمعت أنا، ونفر من أبناء المهاجرين، والأنصار، فقلنا: لو رحلنا إلى معاوية، ثم قلنا: لو استشرنا أمنا عائشة، فدخلنا عليها، فذكرنا لها العيال، والدين، فقالت سبحان الله؛ ما للناس بدٌ من سلطانهم، قلنا: إنا نخاف أن يستعملنا. قالت: سبحان الله، فإذا لم يستعمل خياركم استعمل شراركم ٢٠٥/٤.
96