قلت: إنهما معا موافقان للاحتياط، أو مخالفان له فكيف أصنع؟
فقال: إذا فتخير أحدهما فتأخذ به، ودع الآخر (1).
والأخبار العلاجية كثيرة لا نريد أن نحصيها هنا، ويكفينا أن نقول:
إن ظهور الأخبار العلاجية في هذا الفترة تنزل على توسع (مدرسة أهل البيت) عليهم السلام في الفقه، وكثرة النقل، وشياع الحديث عنهم، وانتشار فقه (أهل البيت) في الإفطار.
فقد فرضت مدرسة أهل البيت عليهم السلام وجودها على المسلمين في كثير من أقطار العراق، وخراسان. والري، والحجاز، واليمن بشكل ملحوظ مما أدى إلى كثرة النقل والحديث عنهم، وتداول فقههم عليهم السلام.
وهذه هي الظروف الطبيعية لظهور الدس والاختلاق والتزييف في الحديث.
وهذه ظاهرة أخرى من ملامح هذا العصر.
وفي هذه الفترة اتسعت شقة الخلاف بين (المذاهب الفقهية الإسلامية) وفي كثير من المسائل الخلافية.
وكان موقف (أئمة أهل البيت) عليهم السلام مما يثار الخلافات - موقفا حازما حكيما، فقد كانوا يعلمون أن الغرض من إثارة الخلاف تعكير الجو الفكري في (الوطن الإسلامي) ليتاح للجهاز أن يصيد في الماء العكر، فكان كثيرا ما يتغاضى (أئمة أهل البيت) عليهم السلام عن وجود خلاف أو اشتقاق في المسألة الفقهية، ويجارون الفقه، فإذا خلوا إلى أصحابهم ذكروا لهم الوجه الحق وأمروهم بالكتمان والسر ما وسعهم ذلك، وحتى أن يقضي الله بما هو قاض، وينقذ الأمة من هؤلاء .
صفحة ٤١