الاهداء
إن كان الناس يتقربون إلى الاكابر بتقديم مجهوداتهم فليس لنا أن نتقرب إلى أحد سوى سيدنا ومولانا إمام زماننا وحجة عصرنا (الامام المنتظر) (عجل الله تعالى فرجه الشريف).
فاليك يا حافظ الشريعة بألطافك الجلية، وإليك يا صاحب الامر وناموس الحقيقة أقدم مجهودي المتواضع في سبيل إعلاء كلمة الدين وشريعة جدك المصطفى، وبقية آثار آبائك الانجبين، دينا قيما لا عوج فيه، ولا امتا، ورجائي القبول والشفاعة في يوم لا ترجى إلا شفاعتكم أهل البيت.
عبدك الراجي السيد محمد كلانتر
الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية
مقدمة
تأليف
الشهيد الثاني زين الدين بن علي العاملي
جميع الحقوق محفوظة لفريق مساحة حرة
[![](../Images/logo4.png)](http://www.masaha.org)
<http://www.masaha.org>
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى: محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين، الهداة المهديين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
وبعد؟ فقد كان يراودني باستمرار منذ أمد طويل أن الكتب الدراسية في أوساطنا العلمية بحاجة ملحة إلى تجديد في التنسيق، وعناية. في الطباعة، واهتمام في الاخراج. ولان قدر لبعض هذه الكتب، وغيرها: من أمهات كتب الفقه والحديث، والاصول والرجال أن تطبع فمما يبعث الاسف في النفوس أنها طبعت طبعات تجارية، دون اهتمام كاف في التعليق، ومن غير عناية لائقة في الاخراج. مع أنا نرى في الآونة الاخيرة كثيرا من الجامعات العلمية، قامت بتجديد طبعات الكتب الدراسية التي يتناولها طلابها بالدرس، فأعانتهم على الاقبال على مطالعتها بلا ملل، ولا سأم، لما أضفت عليها من أناقة الاخراج، وبقية الجوانب الفنية الاخرى.
فكان يحز في نفسي أكثر من ذي قبل - غبطة لا حسدا - أن كتبنا الدراسية لم يقدر لها مثل هذا الاهتمام، ومثل تلك العناية من قبل ذوي الاختصاص في هذا المضمار. ومن بين هذه الكتب، بل وأكثرها أهمية في نفسي من أي كتاب آخر كتاب.
(الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية)
ففي ذلك الكتاب الجليل يلتقي الباحث بمصدر خصب من مصادر الفقه الاسلامي: بتعبير واف، وأدب رفيع 5 فقد جمع " الشهيدان " عليهما رحمة الله ورضوانه في هذا الكتاب الضخم عمق الفكرة إلى جزالة البحث، ودقة النظر إلى سلامة الذوق وغزارة المادة إلى اعتدال الاسلوب، وإحكام الوضع إلى جمال التعبير.
ولذلك كله اهتم به رواد العلم أساتذة وطلابا، تعليقا عليه ودراسة له، حتى تجاوزت شروحه العشرات. أجل.. لقد اهتم به طلاب المعرفة منذ شروقه، وتزايد اهتمامهم حتى الوقت الحاضر، وسيبقى هذا الاكبار له متزايدا ما دام في الوجود من يدرك الحقيقة، ويميز بين الشمس، وسائر الكواكب.
~
نعم سيظل منارا يهتدى به حتى ظهور (من تحيا البلاد بمحياه) (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، وملا به الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا. ومنذ عهد غير قريب - عندما كنت أدرس هذا الكتاب العظيم في حلقات طلابية متناوبة - كنت ألمس ضرورة القيام بمهمة طبع هذا الكتاب النفيس، وإخراجه بشكل بديع يلائم مستواه الرفيع، ويليق بمكانته العلمية السامية، بعد تحقيقه، والتعليق عليه بما يوضح ما يشكل فهمه على دارسيه، وتفسير مشكلاته. وحل معضلاته: من تحقيق معانيه
صفحة ٩