وكان مقدم الاسيتار قد كتب عدة كتب، منها جواب عن مشافهة على لسان افرير صافاج، کمندور الديوية بقبر س مضمونها : «انكم نقضتم العهد بأمور منها : «ان شرط الهدنة لا يجدد بناء، وقد شرع بيت الاسبتار في بناء ربض على أرسوف ». فكان جوابهم : « اننا لم نبن هذا الربض إلا لحماية الصعاليك من متحرمة المسلمين، ولأمور قد بلغتنا سوف تسمعونها - يعني أخبار التتار - فكان الجواب اليه : «أما تجديد الربض لحفظ الصعاليك ؛ فالبلاد ما تحفظ بالأسوار، ولا تحفظ الرعية بالخنادق، ولا تحفظ إلا بأحد أمرين : إما بالسيوف والعزائم، وإما بحسن الحيرة، وبذل الإحسان، وكف الأذى ؛ ومن يخاف من اللصوص لم لا يخاف من غير هم؟ وأما أمر التتار، فقد [ بده ب ] علم كل أحد أنا عندما تحصنم بالأسوار والخنادق خرجنا إلى التتار، وما جعلنا حصوننا إلا خيولنا، ولا خنادقنا إلا سيوفنا، ولا أسوارنا إلا رجالنا.
ولم تزل رسلهم تتردد في هذا ومثله إلى أن فرغ السلطان من شغله الذي كان في نفسه، وهو حديث الملك المغيث، فلما كان اليوم [ الذي ] أمسكه فيه، أحضر رسل بيوت الفرنجية، وقال : «ما تقولون ؟ قالوا : « نتمسك بالهدنة التي بيننا ». فكان الجواب :
صفحة ١٥٣