============================================================
الشيخ سعيد وأصحابه على الزيارة ومشوا فلما بلغوا بعض الطريق بدا للشيخ سعيد أن يرجع فى هذا الوقت ويزور فى وقت آخر فرجع هو وأصحابه إلى موضعه وذلك فى حضرموت واستمر الشيخ أحمد على عزمه حتى انتهى إلى مقصده، فزار ورجع والشيخ سعيد مكث أياما ثم خرج هو وأصحابه للزيارة المذكورة ، فالتقى الشيخان وأصحابهما فى الطريق فقال الشيخ أحمد للشيخ سعيد توجه عليك حق الفقراء فى رجوعك فقال لا ما توجه على حق فقال له الشيخ أحمد بلى قم فأنصف.
فقال الشيخ سعيد من أقامنا أقعدناه فقال التيخ أحمد ومن أقعدنا ابتليناه فأصاب كل واحد منهمسا ما قاله صاحبه فصار الشيخ أحمد مقعدا إلى أن لقى الله و صار الشيخ سعيد مبتلى فى جسمه بلاء قطع جسمه حتى لقى الله رضى الله عنهما وهذه لعمرى أحوال تكل فى جنب قطعها السيوف القاطعة وإنما يقطع الحالان معا إذا كان صاحباهما متكافتين أو قريبين من التكافؤ فإن لم يكونا كذلك قطع القوى منهما دون الضعيف وقد يقطع السابق دون المسبوق هذا الظاهر والله أعلم الحكاية الثالثة والثمانون بعد المايتين عن احدهم قال احتبس على أهلى خروج الولد فذهبت إلى الشيخ أبى الحسن الدينورى رضى الله عنه بجام أتبرك بخطه فيه فلما كتب بسم الله الرحمن الرحيم انفلق الجام وسقط الشيخ مغشيا عليه فأتيته بجام آخر فكان منه ما كان من الأول ثم جئته بثالث ورابع وخامس فقال يا هذا اذهب إلى غيرى فلو جثتنى بما أمكن أن تجيء به لم يكن إلا ما رأيت فإنى عبد إذا ذكرت مولاى ذكرته بهيبة وحضور.
الحكاية الرابعة والثمانون بعد الماشتين حكى أن، أبا تراب النخشبى رضى الله عنه كان معجبا ببعض المريدين فكان يخدمه ويقوم بمصالحة والمريد مشغول بعبادته فقال أبو تراب له يوما لو رأيت أبا يزيد فقال أنا عنه مشغول فلما اكثر عليه فى قوله لو رأيت أبا يزيد هاج وجد المريد فقال ويحك وما أصنع بأبى يزيد فقد رأيت الله عز وجل فأغنى بى عن أبى يزيد قال أبو تراب فهاج طبعى فلم أملك نفيسى فقلت ويلك تغتر بالله تعالى لو رأيت أيا يزيد مرة كان خيرا لك من أن ترى الله عز وجل سبعين مرة قال فبهت الفتى من قولى وأنكره وقال كيف ذلك فقلت له إنك إنما ترى الله عز وجل عندك فيظهر لك علن مقدارك وترى أبا يزيد عند الله فيظهر لك على مقداره قلت يعنى يظهر لك من تجلى صفات الجلال والجمال وغيرهما على مقدار حال أبى يزيد قال فعرف ما قلت فقال احملنى إليه فذكر قصته قال فى آخرها فوقفنا على تل ننتظره ليتحرك إلينا من الغيضة وكان
صفحة ٢٣٦