============================================================
(قال) الامام سفيان الثورى رضى الله عنه سمعت جعفر بن محمد الصبادق رضى الله عنه يقول لقد عزت السلامة حتى لقد خفى مطلبها فإن تك فى شىء فيوشك أن تكون فى الخمول فإن لم توجد فى الخمول فيوشك أن تكون فى التخلى وليس كالخمول فإن لم تكن فى التخلى فيوشك أن تكون فى الصمت وليس كالتخلى فإن لم توجد فى الصمت فيوشك أن تكون فى كلام السلف الصالح والسعيد من وجد فى نفسه خلوة.
(وروى) أنه طلبه الخليفة أبو جعفر المنصور وقد تغيظ عليه وتوعده بالقتل فلما دخل عليه تهدده وأوعده وقال له اتخذك أهل العراق إماما يجبون إليك زكاة أموالهم وتلحد فى سلطانى وتبغيه الغوائل قتلنى الله إن لم أقتلك فقال رضى الله عنه يا أمير المؤمنين إن سليمان عليه السلام أعطى فشكر وإن أيوب عليه السلام ابتلى فصبر وإن يوسف عليه السلام ظلم فغفر فذهب غيظ المنصور وشره وجاء سروره وخيره فرضى عن جعفر الصادق رضى الله عنه وأثنى عليه فلما خرج من عنده قيل له ماذا قلت حين دخلت قال قلت اللهم احرسنى بعينك التى لاتنام واكنفنى بكنفك الذى لايرام واغفر لى أو قال وارحمنى بقدرتك على لا أهلك وأنت رجائى اللهم إنك أجل واكبر مما أخاف وأحذر اللهم بك أدفع فى نحره وأعوذ بك من شره.
وقال رضى الله عنه حدثنى أبى عن جدى أن رسول الله لة قال من أنعم الله عليه بنعمة فليحمد الله ومن استبطسأ الرزق فلسيتغفر الله، ومن حز به أمر فليقل لاحول ولاقوة إلا بالله.
المكاية الرابعة والسبعون عن شتيق الباخى رضى الله عنه قال خرجت حاجا فى سنة تسعة وأربعين ومائة فنزلت القادسية فبينما أنا أنظر الى الناس وزينتهم وكثرتهم نظرت فتى حسن الوجه فوق ثيابه ثوب صوف مشتملا بشملة وفى رجليه نعلان وقد جلس منفردا فقلت فى نفسى هذا الفتى من الصوفية يريد أن يكون كلا على الناس فى طريقهم والله لأمضين إليه وإلا وبخته، فدنوت منه فإذا رآنى مقبلا قال يا شقيق (اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم) وتركنى ومضى فقلت فى نقسى إن هذا لأمر عظيم قد تكلم بما فى نفسى ونطق باسمى ماهذا إلا عبد صالح لألحقنه ولأسألنه أن يحلنى فأسرعت فى أثره فلم ألحقه وغاب عن عينى فلما نزلنا واقصة إذا به يصلى وأعضاؤه تضطرب ودموعه تجرى فقلت هذا صاحى أمضى إليه وأستحله، فصبرت حتى جلس وأقبلت نحوه فلما رآنى مقبلا
صفحة ١٠٢