وفي هذا البيت إشارة إلى ما ورد في الأحاديث المصرحة بذلك # مضمونها: إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمور دينها. وهذا ليس مخصوصا (¬1) بالعلماء فقط، بل يشمل الملوك أيضا كما صرح به البسطامي (¬2) في الفوائح المسكية والفواتح المكية، وعد الملك الظاهر بيبرس ملك مصر (¬3) إنه مجدد دين هذه الأمة في المائة السابعة فليطلب هناك. انتهى.
والممدوح المذكور جامع كلا الجهتين العلم والرياسة، والفضل والكياسة. ومنها:
فقت الأنام وأنت منهم واحد ... وجمعت أشتات الفخار توسعا
هذا مأخوذ من قول المتنبي (¬4):
فإن تفق الأنام وأنت منهم ... فإن المسك بعض دم الغزال
ومنها:
العلم والرأي اللذان كلاهما ... ركنان في الدارين فيك تجمعا
لو لم يكن خير البرية خاتما ... كنت الرسول إلى الأنام مشفعا # ضلت عقول الروم فيك فجمعوا ... وتجمعوا وأتوا إليك تضلعا
صفحة ٨٦