[52_2]
وله فيه:
جبت الفيافي وارتفعت حزونها ... ولقيت أصعب ما تكون هينا
وأنا الصبور على الخطوب وإنما ... (يلقى الشدائد سهلة من أدمنا)
وله أيضا وقد طلب منه ورقة للجاجة في طفل:
ألا خبريني يا لجاجة ما الذي ... تروميه من ذا الطفل وهو ابن مسلم
فإن كان شرا ما الذي ضر لو يكن ... إلى الخير أهدى فاصفحي وتكرمي
فإن تذهبي عنه فلطف وإن يمت ... (لدى حيث ألقت رحلها أم قشعم)
ولي في هذا الباب مضمنا لبعض أبيات من معلقة زهير بن أبي سلمى:
أنار بدت يا صاح أم برق مبسم ... أم ابتسمت محبوبة الذات بالفم
لحا الله قلبا لم يزل متشوقا ... (لحومانة الدراج فالمتثلم)
ليال قطعناها بوصل فحبذا ... ليالي وصال زاهرات كأنجم
بربع لها في الأخشبين كأنه ... (مراجيع وشم في نواشر معصم)
فلله أوقات تقضت بقربها ... وساعات ساغت للكئيب المتيم
وآرامها ينفرن من طرب بها ... (واطلاؤها ينهضن من كل مجثم)
بروض أنيق يانع وشقائق ... تحاكي احمرارا لونها لون عندم
فعدت إليها والحوادث جمة ... (فلأيا عرفت الدار بعد توهم)
وقفت بها كي أهتدي لربوعها ... فلم أر في آثارها من مترجم
سوى دمنة كانت لها لغبوقها ... (ونؤي كجذم الحوض لم يتثلم)
فقلت ألا يا دار أين رعاتك ... وأين عذاراك ذوات التبسم
وأين البنات الراتعات بربعهم ... (ألا انعم صباحا أيها الربع واسلم)
تبصرت كي اهدي لآثار ظعنها ... وآثارها مغبرة ليس تعلم
فناديت شوقا للخليل فقال لي ... (تحملن في العلياء من فوق جرثم)
صفحة ٥٢