[50_2]
رجل، فجعل عبد الملك يقرا الكتاب ثم يسأل الرجل فيشفيه (بجواب) ما سأله، فرفع عبد الملك رأسه إليه، فرآه أسود، فلما أعجبه ظرفه وبيانه قال منشدا:
وإن عرارا إن يكن غير واضح ... فأني أحب الجون ذا المنكب العمم
فقال له الرجل يا أمير المؤمنين هل تدري من عرار قال: لا. فقال له أنا عرار ابن عمرو بن شاس الأسدي الشاعر.
ثم رأيت الشهاب الحجازي نقل هذا المثل وسبكه في قوالب الغزل ونقله إلى رقة الحضر فقال:
قصدت رؤية خصر مذ سمعت به ... فقال لي بلسان الحال ينشدني
انظر إلى الردف تستغن به وأنا ... مثل المعيدي تسمع بي ولا ترني
كأن في هذين البيتين رائحة من قول الوراق:
قد صاغ خصر له ما زلت أنشده ... فرق لي ورثى للسقم من بدني
وقال لي بلسان من مناطقه ... (لولا مخاطبتي إياك لم ترني)
ولطيف هنا قول السراج الوراق فيما كتبه على حياصه مليح:
بأبي أهيف القوام تميل ال ... أسل السمر والغصون إليه
كلفوني من قده حفظ خصر ... ضاع مني فكم أدور عليه
ومنه أخذ ابن تميم فقال:
لما رأت عيني مناطقك التي ... أضحت بشعرك دائما تتعلق
لا تستقر وقد علتها صفرة ... ونحول جسم بالصبابة ينطق
أيقنت إن الخصر ضاع مخافة ... فلذا تدور جوى عليه وتقلق
أخذه الصفدي فقال:
وشاح من أحببته قال لي ... وهو الذي في قوله قد صدق
قد ضاع مني الخصر لما انثنى ... أما تراني دائما في قلق
صفحة ٥٠