[48_2]
سلام كأمثال العبير تضوعت ... به بقع الأكوان قطرا على قطر
سلام يفوق الدر حسنا وبهجة ... فلله ما أبهاه في النظم والنثر
سلام كوصل بعد هجر وفرقة ... تمادى على الإعراض بالصد والهجر
على والد النعمان أعني به الذي ... سما تربه في المجد والفضل والفخر
ثنائي عليه لا يزال مجددا ... ولست بساليه ولو صرت في قبري
ومما ورد في هذا الباب:
أيا كتابي عن الأحباب كن عوضا ... وقبل الأرض عنا والزم الأدبا
ولا تقل دمعه جاري تزد غرقا ... ولا تصف نار أشواقي فتلتهبا
وفيه لبعضهم:
وحقك ما أخرت عنك رسائلي ... لأمر سوى أني أرى قاصرا فكري
وقد رضت فكري مرة بعد مرة ... فلم أر أن يأتيك نظمي ولا نثري
فإن لم يكن درا فتلك نقيصة ... وإن كان درا كيف يهدى إلى البحر
وله في التضمين:
لقد أكثر الواشي الملام فقال لي ... فما بال في ذا الحب عقلك ذاهل
ألم تر أن الحال يشعر أنه ... (دويهية تصفر منها الأنامل)
وهذا الشطر من قول لبيد المزني. قال فيه صلى الله عليه وسلم أصدق كلمة قالها الشاعر وهي
ألا كل شيء ما خلا الله باطل ... وكل نعيم لا محالة زائل
وكل أناس سوف يحدث بينهم ... دويهية تصفر منها الأنامل
وضمن بعضهم الشطر الأول فقال:
تأمل صحيفات الوجود فإنها ... من الملأ الأعلى إليك رسائل
وقد خط فيها إن تأملت خطها ... (ألا كل شيء ما خلا الله باطل)
صفحة ٤٨