============================================================
مقدمه الفق 2 - آن الملوك ومن إليهم الأمر والنهى اذا وقفوا على ما فيه من سيرة أهل الجور والعدوان ورأوها مدونة فى الكتب يتناقلها الناس فيرويها خلف عن سلف، ونظروا إلى ما أعقبت من سوء الذكر وقبيح الأحدوثة وخراب البلاد، وهلاك العباد، وذهاب الأموال، وفساد الأحوال، استقبحوها وأعرضوا عنها، واطرحوها، وإذا رأو سيرة الولاة الطادلين وحسنها وما يتبعهم من الذكر الجميل بعد نهابهم، ورأوا أن بلادهم وممالكهم عمرت، وأموالهم درت، استحسنوا ذلك درغبوا فيه وثابروا عليه وتركوا ما ينافيه.
3 - ومنها ما يحصل للإنسان من التجارب والمعرفة بالحوادث وما يصير إليه عواقبها، قإنه لا يحدث أمر إلأ قد تقدم هو او نظيره، فيزداد بذلك عقلا، ويصبح لأن يقتدى به اهلا.
4 - ومنها ما يتجمل به الانسان في المجالس والمحافل من ذكر شىء من معارفها، وتقل طريفة من طراتفها، فترى الأسماع مصغية إليه، والوجوة مقبلة عليه، والقلوب تاملة ما يورده ويصدره.
الفوائد الأخروية: - فمنها أن العاقل اللبب إذا تفكر فيها، وراى تقلب الدنيا بأهلها وتتابع نكباتها الى أعيان قاطتيها، وآنها سلبت نفوسهم، وذخاترهم ثم خرجوا متها من غير شيء، وأتهم تركوا ما حاريوا من اجله وقتلوا وسفكوا الدماء فى سبيل الحصول على حطام الدنيا الفانى، فإنه يعرض عنها ولا ييع آخرته الباقية ونعيمها الدائم بهذه الدنيا الفانية وتعيمها الزائل.
2 - ومنها التخلق بالصبر والتأسى، وذلك عندما ينظر الإنسان إلى ما حدث لمن قيله من تزول الشدائد به وتوالى الكربات عليه، فانه يعلم أن ذلك لا محالة نارل به ووارد عليه، فانه يستعد لمثل هذا بالصبر ويشد من عزم نفسه، ويتحلى بالتأسى وأن ذلك حصل لمن هم أعلى منه همة وأشد قوة، فيحصل بذلك الاجر من الله واحتساب ذلك عنده. اه. ومن أجل ذلك شرع أثمة الإسلام في تأليف الكتب التى تشتمل على حوادث من كان قبلهم من الملوك والأمراء، وبعض الحوادث التى حصلت والتى لابد من الوقوف عليها وأحد العبرة والعظة منها.
فمن هؤلاء : الإمام أبو جعفر الطبرى، يعد كتابه من اعظم الكتب فى التاريخ وعليه
صفحة ٨