============================================================
روض المناظر فى علم الأوايل والأواخر وادخلها أخوها محمد بن ابى بكر البصرة ليلا، وطاف على القتلى وصلى عليهم ودفتهم، ولما مر بطلحة قال: إنا لله وانا إليه راجعون، والله لقد كنت اكره أن أرى قريشا صرعى، وأنت والله كما قال الشاعر: فتى كان يدنيه الغنى من صديقه إذا ما بقوا يستغتى ويبعده الفقر وصلى عليه وأمر عائشة ان تعود الى المدينة، فسارت اليها مستهل رجب، وجهزها، واحسن إليها، وسير اولاده معها يوما، فتوجهت إلى مكة، وحجت، ثم عادت الى المديثة.
قيل: كان عدة القتلى يوم الجمل من الفريقين عشرة آلاف، واستعمل على- رضى الله عنه - على البصرة عبد الله بن عباس، وانتظم لعلى الأمر بالعراق، ومصر، واليمن، والحرمين، وخراسان، ولم يبق خارجا عنه إلا الشام وأقام على بالكوفة، وأرسل جرير بن عبد الله البجلى إلى الشام ليأخذ البيعة على معاوية، فماطله معاوية إلى ان وصل إليه عمرو بن العاص من فلسطين، واتفقوا على قتال على، وعاد جرير، فاعلم عليا، فسار من الكوفة نحو معاوية، وسار معاوية تحوه، وكانت وقعة صفين: وقعت سنه سبع والجيشان بها، وفى صفر وقع القتال، قيل: كانت سنة تسعين وقتل فيها من أهل الشام خمسة واربعون ألفاء ومن أهل العراق خمسة وعشرون ألفا، متهم عمار بن ياسر وكان عمره تسعين سنه، وتقاتلوا ليلة سميت ليلة الهرير تشييها بليلة القادسية، كانت ليلة الجمعة، استمر القتال فيها إلى الصبح، قيل: كبر فيها على اربعمائة تكبيرة، وكان لا يكبر حتى يقتل رجلا.
ولما عجز مسعاوية رفع المصاحف وقال: بيننا كتاب الله، فاختلف على على طايفة قسموا بعد ذلك الخوارج، فكف على عن القتال، وكتب بينهما مقاضاة مؤخرة إلى رمضان، والحكمان فيها من جهة على ابو موسى الأشعرى عبد الله ين قيس، ومن هة معاوية عرو بن العاص.
وسار على على العراق، واعتزلت عنه المعتزلة، ثم بعث مع أبى موسى الأشعرى اربعماكة إلى الموعده وبعث معاوية أربعائة فيهم عمرو بن العاص، قغدر عمرو أبا موسيء واتفقا على خلع على ومعاوية ويولى الناس من تختار، فتشهد ابو موسى
صفحة ١١٩