============================================================
روض المناظر فى علم الأواثل والاواخر شعرى ايتكن ينبحها كلاب الحواب"(1) .
ثم ضربت عقد بعيرها فاناخته وقالت: ردوتى، فأقاموا يوما وليلة، وقال لها عيد الله ابن الزبير: إنه كذب، ليس هذا ماء الحواب، ولم يزل بها وهى تتتع، فقال: النجا النجا، فقد أدرككم على قارتحلوا، فوصلوا البصرة، واستنزلوا عليها بعد قتال عظيم مع عثمان بن حنيف، وقتل من أصحاب عثمان بن حتيف آربعون رجلا، وأمرت عائشة بشف لحيته وحواجب وسجته، ثم أطلقت (2) ويلغ ذلك عليا، فسار فى أربعة آلاف من أهل المدينة، فيهم اربعمائة من بايع تحت الشجرة، وحامل رايته ابته محمد بن الحفية، وعلى ميمنته الحسن، وعلى ميسرته الحسين، وعلى الخيالة عمار بن ياسر، وعلى الرجالة محمد بن ابى بكر، وعلى مقدمته عبد الله بن عباس رضى الله عنهم -.
واجتمع الى على من أهل الكوفة جمع، والى عائشة جمع، وسار بعضهم إلى بعض، والتقوا بمكان يقال له الخريية، فى نصف جمادى الآخرة، وكساتت وقعة الجمل اتتصر فيها على بن ابى طالب، وصار هودج عائشة كالقنفذ من النشاب، ورمى مروان ابن الحكم طلحة بسهم فقتله، وكلاهما من أصحاب عائشة، قيل إنه كان ينسيه إلى آن عثمان قتل باختياره، وقتل من الفريقين خلق كثير، وقطعت على خطام الجمل أيد كثيرة، وهرب الزيير نحو المدينة، فسمع الأحنف بن قيس فقال: جمع بين العارين قتال على والهزيمة(2)، فقصد إليه شخص من أصحابه اسمه عمرو بن جرمور المجاشعى فوجده ناتما بوادى السباع فقتله، وعقر جمل عائشة، وبقيت فى هودجها إلى الليل (1) رواء احمد (52/6، 97)، ابن حبان (1831 - موارد)، الحاكم (3/ -12) عن إسماعيل ين ايى خالد عن قيس بن ابى حارم عن عايشة .
وهله إسناد على شرط الصحيح كما قال الحافظ .
(2) يل الذين تتفوا شعر عثمان اناس من أعل البصرة، دخلوا على عثمان فى قصره فتتفوا شعر وجهه واخرجوه على طلحة والزيير قامرت اليدة عائشة - رضى الله عنها - باطلاق سراحه.
البداية والنهاية (244/7) وكذا ذكر الطبرى فى تاريخه.
(3) ذكر الحافظ اين كثير: إن عليا - رضى الله عنه - دعا الزبير - رضى الله عنهما - حتى تعانقت خيلهما، لذكره على بحديث قاله النبى للزبير "أنك تقاتل عليا وأنت له ظالم" فقال الزيير: لقد نسيته حين سمعته من رسول الله وما تذكرته إلا الآن، ثم خرج من المعركة، ثم بدا الحافظ ابن كثير يتكلم على طرق الحديث فليراجع هناك.
صفحة ١١٨