192

الروض المعطار في خبر الأقطار

محقق

إحسان عباس

الناشر

مؤسسة ناصر للثقافة-بيروت

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٩٨٠ م

مكان النشر

طبع على مطابع دار السراج

من خولان، وبها مسجد جامع بناه معاذ بن جبل ﵁ حين نزلها، وهو الذي يذكر أن ناقته بركت في موضعه فقال: خلوا سبيلها إنها مأمورة، فأمر ببناء المسجد في ذلك الموضع، وهذا كالذي فعله رسول الله ﷺ عند احتلاله المدينة. ثم بركت في صنعاء أيضًا فبنى المسجد بها. وأهل الجند شيعة كلهم، ومن الجند يجلب إلى مكة وغيرها ملاحف القطن المنسوبة إلى سحول وهو واد بقرب الجند، ومن أهل الجند لطف الله بن الكدرندي كان آباؤه من شرار اليمن، وفيها يقول:
الله جاركم يا ساكني الجند ... هذا على انكم أفنيتم جلدي
جفوتموني بلا ذنب ولا سبب ... إلا مقالة أهل البغي والحسد
ولا أكلفكم ما لا يخف لكم ... منوا علي برد الروح في جسدي
ثم افعلوا بعد ما شئتم فلا حرج ... ولا تخافون من عقل ولا قود
جنبيتة (١):
مدينة من أرض الحبشة متحضرة في برية بعيدة عن العمارة وتتصل عمارتها وبواديها إلى النهر الذي يمد النيل ويشق في بلاد الحبشة؛ ومنبعه من خط الاستواء، وفي آخر نهاية المعمور من جهة الجنوب، فيمر مغربًا مع الشمال حتى يصل إلى أرض النوبة فيصب هناك في ذراع النيل الذي يحيط بمدينة بلاق، وهو كبير عريض عليه عمارات للحبشة.
جنابا (٢):
جزيرة في البحر من جزائر البحرين باليمن، منها أبو سعيد الجنابي القائم بدعوة القرمطي الظاهر في بلاد القطيف من بلاد اليمن، حسبما يأتي ذكر ذلك في حرف القاف والزاي إن شاء الله تعالى، ودخل أبو سعيد هذا مدينة هجر من بلاد اليمن سنة سبع وثمانين ومائتين بعد حصار أربع سنين، فدخل على قوم هلكوا جوعًا وهزلًا وبعد أن كان الوباء وقع فيهم فمات منهم خلق، وقتل منهم القرمطي ثلثمائة ألف فطرحهم أحياء في النار، ونجا قليل منهم إلى جزيرة أوال، ولم يبق من أهل هجر يومئذ إلا عشرون رجلًا.
جناباذ (٣):
مدينة على جادة الطريق من نيسابور، وبينهما ثلاثة عشر فرسخًا، وبجناباذ سور ومسجد جامع، وبنيت أيام عبد العزيز بن السري بسبب الخوارج، ولها قهندز عظيم عتيق كان لمرزبان صرد كرمان وما حواليها من الضياع والرساتيق.
جنيارة (٤):
مدينة بين فاس وطنجة، فيها (٥) قرى كثيرة جامعة عامرة وزرع وضرع في جبل سهل أبيض مثل الطيلسان يسمى الجبل الأشهب، وقل ما تخلف أرض جنيارة لا في خصب ولا في جدب. وسأل رجل أراد أن يقتني ضيعة ببلاد المغرب شيخًا من العارفين فقال له: عليك ببلد جنيارة فإنها مثل الدجاجة إن أصابها ديك أتت بالبيض، وإن لم يصبها ديك أتت بالبيض، تحتك في الغبار وتلد.
الجنادل (٦):
جبل الجنادل في بلاد السودان، بينه وبين بلاق ستة أيام في البر، وفي النيل أربعة أيام انحدارًا وإلى جبل الجنادل تصل مراكب السودان ومنه ترجع لأنها لا تقدر على النفوذ في السير إلى بلاد مصر، لأن الله تعالى جعل هذا الجبل قليل العلو من جهة بلاد السودان، وجعل وجهه الثاني مما يلي ديار مصر عاليًا جدًا، والنيل يمر من جهة أعلاه فيصب إلى أسفل صبًا عظيمًا مهولًا، وفي الموضع الذي ينصب إليه الماء أحجار مكدسة وصخور مضرسة، والماء يقع بينها، فإذا وصلت مراكب السودان وجاءت إلى هذا المكان من النيل لم يمكنها عبوره لما فيه من العطب المهلك، فإذا انتهت المراكب بما فيها من التجار والتجارات تحولوا عن بطون المراكب إلى ظهور الجمال وساروا إلى مدينة أسوان في البرية، وبين هذا الموضع وأسوان نحو من اثنتي عشرة مرحلة بسير الجمال.
الجعرانة (٧):
بتشديد الراء في قول العراقيين، والحجازيون

(١) ص ع: جنسيته، والتصحيح عن الإدريسي (د): ٢٣ OG: ٤٢.
(٢) البكري (مخ): ٦٨، وانظر ياقوت (جنابة) والكرخي: ٩٠؛ وصورة الاسم وردت بالألف في خراج قدامة: ٢٤٢.
(٣) عند ياقوت: حنابذ، بكسر الباء الموحدة.
(٤) ع: جنبارة؛ ص: جلنبارة؛ وانظر البكري: ١١١، ١١٤، والاستبصار: ١٨٨.
(٥) الصواب أن يقول: لها؛ لأن جنيارة ليست مدينة فقط، وإنما هي إقليم.
(٦) الإدريسي (د): ٢٠ (OG: ٣٩) وانظر خطط المقريزي ١: ١٩٠.
(٧) معجم ما استعجم ٢: ٣٨٤، وصبح الأعشى ٤: ٢٥٦.

1 / 176