التحقيق ونهج في هذا الباب منهج التوضيح والتدقيق ، شيخنا المحقق ، وإمامنا المدقق سعيد (¬1) بن خلفان الخليلي - رضوان الله عليه - فنه قد وضح ماأشكل وفصل ما أجمل بقوله : (( والذي عندي أن علم الله تعالى وكلامه القديم الأزلي الذي هو صفة من صفات ذاته، لا يجوز القول بخلقه ، ومن قال بذلك كفر وتجب البراءة منه ، وهذا مما لا يسع الجهل به . وإذا ثبت وجاز في هذا العلم والكلام أن يسمى قرآنا فالقول بخلقه يكون على هذا ، فالقائل به هالك (¬2) . ولا يجوز الاختلاف أبدا في ذلك لكن نفس القول بأن القرآن هو علم الله وكلامه القديم الأزلي الذي هو صفة من صفات ذاته هو الذي تنازعت فيه الأمة واضطربت فيه الأعلام وتصاكت (¬3) عليه الركب ، وعظم فيه الخطر ، إذا لابد من وجود الخطأ في احد القولين قطعا فإن اعتبرته من حيث اللغة والمعنى ،فاللغة تأباه ، اذ لا يطلق اسم القرآن لغة على علمه تعالى الذاتي ، فلا يقال ((قرآن الله )) بمعنى علمه ، ولا يقول ((الله أقرأ )) مكان قولك (( الله اعلم )) ولا قارئ الغيب والشهادة ولا قراء الغيوب في موضع عالم الغيب والشهادة وعلام الغيوب . فصح أن القرآن لغة هو غير العلم الذاتي ولا شك ، واذا لم يجز أن يطلق على العلم الذاتي لانهما بمعنى .
صفحة ٥٢