روض البيان على فيض المنان في الرد على من ادعى قدم القرآن

نور الدين السالمي ت. 1332 هجري
137

روض البيان على فيض المنان في الرد على من ادعى قدم القرآن

تصانيف

ومنها : تفسيق من قال أن القرآن مخلوق ، وقد ثبت بالدليل القاطع أن القائل بذلك محق ، فالمفسق للمحق فاسق بلا مرية . دع ما ينضم إلى ذلك من تجهيل المنسوبة إليه وتنزيله في منزلة لا تليق بضعيف من ضعفاء المسلمين ، فكيف بذلك الإمام ! وإنما قلنا إنه ينضم إليه تجهيل المنسوبة إليه لما فيها من التشبثات التي لا يتمسك بها أدنى عالم ، فلو نسبت إلى الإمام ابن النظر للزم مع هذا أيضا تجهيله من جهة أخرى ، وتلك الجهة هي مناقضة كلامه بكلامه مناقضة بينة لا تخفى على ضعيف جاهل .

لا يقال أن الشهرة التي نسبت النونية إليه هي الشهرة التي نسبت سائر الديوان إليه ، فيلزم من إنكاره . لأنه نقول لا نسلم ذلك اللزوم فإن نسبة سائر الديوان إليه لم تستلزم نسبة كبيرة إليه . فيصبح قبولها منواحد ، ونسبة النونية إليه تستلزم الكبائر التي ذكرناها ، فلا يصح قبولها إلا بصحة توجب التطفير .

ولقد أحسن شيخنا الراشدي قبل الله سعيه وأعلى عنده درجته ، في تنبيهه على بطلان هذه النونية ، حيث معارضها بنونية أخرى سماها ب"فيض المنان في الرد على من ادعى قدم القرآن" ، ولئن يسر الله لي لأعلقن عليها شرحا يبين مقاصدها ويكشف للرائد مواردها ، وفقني الله وإياه وجميع المسلمين لما يرضاه من العمل الصالح وعفى عن شيخنا سعيد بن ناصر الكندي فإنه قد رفع لي عنه أنه في نفسه شيئا من إبداء نونية شيخنا الراشدي ولا يقول ذلك إلا لحرصه على الدين واجتهاده في إصابة الحق ، فبالله عليك أيها الواقف على ما كتبته هنا أن تنظره نظرة منصف ، , وأن تتأمله تأمل مسترشد ، فأنا والله ما أردت إلا الإصلاح ، وما أبديت هذا إلا لحرصي على سلامة المسلمين لئلا يتعجل متعجل فيفسق قائلا بحق أو يصوب قائلا بباطل ، أو ينسب إلى ابن النظر كبيرة لم تصح عنه معولا على شهرة دعوى .

صفحة ١٧٣