الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم -
الناشر
دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع
وينبغي التنبيه هنا على أن هذه المعارضات والأسئلة لا تلزم المورد لها، بل يورد السؤال والمعارضة وإن كان ضعيفًا عند المورد بل باطلًا، وذلك لأمرين:
«أ- ليدفع المورِدُ عن نفسه ما يرد عليه من ذلك القبيل، فيدفع الباطل بالباطل، ويكتفي بالشر من غير خروج من حقّ، ولا دخولٍ في باطل.
ب- تعريف الخصم بضعف قوله الذي استلزم تلك الأشياء الضعيفة، فإنّ القويّ لا يستلزم الضعيف» (١) اهـ.
حتى أن المؤلف من شدة انتصاره على خصمه ودفاعه عن الحديث الذي هو من رواية المرجئة الثقات قال -تنبيهًا للقاريء من وهم قد يقع فيه-؛ «وقد اكثرت من الانتصار لظنّ صدقهم وقبول روايتهم، حتى ربما توهّم بعض الضعفاء أني أميل إلى رأيهم، ومعاذ الله تعالى من ذلك! فعقيدة أهل السنة أصح مباني وأوضح معاني، وحسبك أنها جامعة لمحاسن العقائد ..» (٢) اهـ.
٤ - لم يتعرّض المؤلف لجميع المسائل العقدية أو الأصولية التي يمكن أن تورد، لأن المعترض قد أعرض عن ذكرها فأعرض المؤلف عن إيرادها؛ لأنه مجيب لا مبتدي، وقد نبّه على ذلك حتّى لا يتوهّم من يقف على كلامه أنه ينصر قولًا مبتدعًا، أو يسوّي بين أهل السنة وأهل البدعة فيما لم يذكره من القضايا (٣).
_________
(١) «العواصم» (٨/ ٣٢٨ - ٣٢٩).
(٢) «الروض» (٢/ ٥٢٢).
(٣) «الروض» (٢/ ٣٦٥)، وانظر «العواصم» (١/ ٢٣٥).
المقدمة / 83