وترقينا، (1) فأطلبتهم (2) بطلبتهم، بل امتثلت أمرهم في إشارتهم، فها هي - بفضل من الله ورحمة، وعون منه وعصمة - مرصوصة (3) البنيان، منصوصة (4) التبيان، ملقاة إلى قلوب الألباء من الحكماء والعقلاء، مملاة على أسماع الأذكياء من الفقهاء والعرفاء. وإذ هي آيات بينات عقلية، هن أم فيوضات قدسية، من رشح سماء عالم الملكوت، وسحاب إفاضة من منه الرهبوت، وإليه الرغبوت، فليكن وسمها الرواشح السماوية في شرح أحاديث الإمامية، والثقة بالله وحده، والاعتصام به آملا سيبه (5) ورفده. (6) شرح خطبة الكافي [شرح خطبة الكافي] قول شيخنا الأقدم الأفخم رئيس المحدثين جزاه الله تعالى عن زمرة علماء الدين خير الجزاء:
(الحمد) قيل: هو الوصف بالجميل على وجه التبجيل، (7) فيختص باللسان. وعن بعض المحققين: الحمد إظهار الصفات الكمالية لأحد، فيعم حمد الإنسان وغيره، ومن هذا القبيل حمد الله جل ثناؤه على ذاته، وذلك حيث بسط بساط الوجود على ممكنات لا تعد ولا تحصى، ووضع عليه موائد كرمه إلى ما لا يتناهى، فقد كشف عن
صفحة ٢٧