لهم في ذلك من الطريق الصحيح.
أو لأنهم - من ثقافتهم (1) وتبصرهم وقرب عهدهم وتمييزهم أحوال الطبقات بعضها عن بعض - عارفون بقرائن وأمارات يتصحح معها الحكم بالصحة، فلا يستضرون (2) بالإسناد إلى غير الثقات.
أو أنهم - بتعدد طرقهم المتساندة، وتكثر أسانيدهم المتعاضدة في رواية رواية - استغنوا عن الإسناد إلى سند صحيح، فكانوا يتحرون (3) إيراد ما عندهم على إسناده إلى المعصومين حجة ثابتة ومحجة (4) واضحة. ويعنون بالصحيح المقبول الثابت المعول عليه بالصحة، لا المعنى المعقود عليه الاصطلاح في هذه السنين الأخيرة. (5) والمتأخرون المحدثون - حيث هم في سحق (6) ونأي عن ذلك كله - محتاجون لا محالة في استيثاق (7) الطرق وإستصحاح الأسانيد إلى مؤونة زائدة ومعونة جاشمة. (8) قوله: (أعرضوها على كتاب الله).
معناه: إذا تعارض (9) الروايات المختلفة في أمر عنا أهل البيت، ولم يكن في أحد الطرفين على المسلك المعتبر في طريق الرواية ترجيح فأعرضوها على كتاب الله، فما وافقه فاستمسكوا به، وما خالفه - بحيث لا يمكن التوفيق - فردوه، لا أنه إذا
صفحة ٦٨