قلت: وهذا من قبيل المشترك لا من المنقول حتى يتجه أن يقال: هلا اعتبرت الوصفية الأصلية فلم تصرفه أصلا؛ إذ إنما اعتبارها في المنقول لا في المشترك. ثم من تضاعيف هذا الباب ما يقال مثلا: صمت رمضانا من الرمضانات، ولقيت أحمدا من الأحمدين.
قوله (رحمه الله): (يدين بهديهم العباد).
" الهدي " - بفتح الهاء وكسرها، وتسكين الدال المهملة -: السيرة والطريقة على قول النهاية (1) وفاقا للصحاح. (2) وقال في المغرب: " السيرة السوية ". (3) ويدين بسيرتهم السوية أي يتخذها دينا وشريعة ومنهاجا.
وقوله (رحمه الله): (يستهل بنورهم البلاد).
كأنه يعني به " يستنير " استعمالا للاستهلال في معنى التهلل. ولم يقع إلي ذلك من أئمة اللسان. يقال: تهلل وجهه أي تلألأ واستنار، وظهر عليه أمارات البهجة والسرور.
قوله (رحمه الله): (من ملمات الظلم ومغشيات البهم).
" الملمة ": النازلة من نوازل الدنيا، و " الإلمام ": النزول، وقد " ألمت به " أي نزلت.
و " الظلم " - جمع الظلمة -: خلاف النور، وضم اللام (4) أيضا لغة فيها. و " المغشيات " على صيغة الفاعل من غشيه غشيانا أي جاءه واعتراه، وأغشاه غيره إياه.
و " البهم " - جمع بهيمة بالضم كحذيفة وحزيمة - وهي مشكلات الأمور ومعضلات المسائل قاله في النهاية. (5)
صفحة ٥٢