روائع البيان تفسير آيات الأحكام
الناشر
مكتبة الغزالي - دمشق
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤٠٠ هـ - ١٩٨٠ م
مكان النشر
مؤسسة مناهل العرفان - بيروت
تصانيف
ثالثًا - حديث أنس ﵁ أنه سئل عن قراءة رسول الله ﷺ َ فقال: كانت قراءته مدًّا. . ثمّ قرأ ﴿بِسمِ الله الرحمن الرَّحِيمِ الحمد للَّهِ رَبِّ العالمين الرحمن الرحيم مالك يَوْمِ الدين ...﴾ .
رابعًا: حديث أنس ﵁ أنه قال: (بينا رسول الله ﷺ َ ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاؤة، ثمّ رفع رأسه متبسّمًا، فقلنا ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: نزلت عليّ آنفًا سورة، فقرأ: ﴿بِسمِ الله الرحمن الرَّحِيمِ إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ الكوثر فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانحر إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبتر﴾ [الكوثر: ١ - ٣] .
قالوا: فهذا الحديث يدل على أن البسملة آية من كل سورة من سور القرآن أيضًا، بدليل أن الرسول ﷺ َ قرأها في سورة الكوثر.
خامسًا: واستدلوا أيضًا بدليل معقول، وهو أن المصحف الإمام كُتبت فيه البسملة في أول الفاتحة، وفي أول كل سورة من سور القرآن، ما عدا سورة (براءة)، وكتبت كذلك في مصاحف الأمصار المنقولة عنه، وتواتر ذلك مع العلم بأنهم كانوا لا يكتبون في المصحف ما ليس من القرآن، وكانوا يتشدّدون في ذلك، حتى إنهم منعوا من كتابة التعشير، ومن أسماء السّور، ومن الإعجام، وما وُجِد من ذلك أخيرًا فقد كتب بغير خطّ المصحف، وبمداد غير المداد، حفظًا للقرآن أن يتسرّب إليه ما ليس منه، فلما وجدت البسملة في سورة الفاتحة، وفي أوائل السور دلّ على أنه آية من كل سورة من سور القرآن.
1 / 48