كتب ورسائل وفتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية
محقق
عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي
الناشر
مكتبة ابن تيمية
رقم الإصدار
الثانية
عمليات البحث الأخيرة الخاصة بك ستظهر هنا
أدخل رقم الصفحة بين ١ - ١٨
كتب ورسائل وفتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية
ابن تيمية ت. 728 هجريمحقق
عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي
الناشر
مكتبة ابن تيمية
رقم الإصدار
الثانية
ولهذا قال من قال من السلف من قال
﴿إنني أنا الله لا إله إلا أنا﴾
سورة طه 14 مخلوق فهو بمنزلة من صدق فرعون في قوله
﴿أنا ربكم الأعلى﴾
سورة النازعات 24 لأنه لو كان قوله
﴿إنني أنا الله لا إله إلا أنا﴾
مخلوقا لكان كلاما للمحل الذي خلق فيه إما الشجرة وإما الهواء فيكون الشجرة أو الهواء هو القائل إنني أنا الله ومن جعل هذا ربا فهو بمنزلة من جعل فرعون ربا وإن كان الله خالق ذلك الكلام في الشجرة والهواء فقد ثبت بالحجة أنه خالق أفعال العباد وأنه أنطق كل شيء فكل ناطق في الوجود هو أنطقه وخلق نطقه فيجب أن يكون كل نطق في الوجود كلامه حتى قول فرعون أنا ربكم الأعلى وحينئذ فلا فرق بين قوله
﴿إنني أنا الله﴾
وبين خلقه على لسان فرعون
﴿أنا ربكم الأعلى﴾
وهذا اللازم تفر منه المعتزلة وغيرهم إذ هم لا يقرون بأن الله خالق أفعال العباد لكن يلزمهم بالحجة ما يخلقه الله من الكلام مثل إنطاق الجلود وتسبيح الحصى وتسليم الحجر عليه السلام وشهادة الألسنة والأيدي والأرجل فإن هذا ليس من أفعال العباد بل ذلك خلق الله فيلزمهم أن يقولوا ذلك كله كلام الله وهو باطل وهم لا يلتزمونه
وإنما التزم مثل هذا الإتحادية والحلولية الذين يقولون إنه وجود المخلوقات أو هو سار في جميع المخلوقات كما قال قائلهم
وكل كلام في الوجود كلامه
سواء علينا نثره ونظامه
$
صفحة ١٥٧